لقد مررنا بدون استثناء، بعام مليء بالتحديات والصعوبات. لقد واجهنا فجأة وباءً غير متوقع لم نعرفه إلا في الخيال وأصبح الآن حقيقة لم يكن أحد منا يتوقعها، ولا يوجد زر خروج.
كلنا نحب أن نكتب أهدافنا وخططنا للسنة المنتظرة، وهذا ما فعلته في ديسمبر من عام 2019، بعيدة كل البعد مما كنت قادر عليه في الحقيقة. وبعد مرور عام، أعلم الآن أنني لم أكن مسيطرة على الإطلاق ولم يكن في إمكاني أن أكون مسيطرة إن أردت. الحكمة التي أتى بها عام 2020 هي كيف أتحكم في الأمر… وهي أن أتركها - هذا أمر غير بديهي كما قد يبدو. ولكنها إحدى الطرق الوحيدة لتكون حُراً: الإيمان بأن الأمور ستنجح في النهاية.
الإيمان هو الشيء الأول الذي أشعر بالامتنان له. اكتشفت مرة أخرى معنى الإيمان بالنسبة لي وكيفية ممارسته. علمتني هذه السنة الثقة بالله. لقد تعلمت أن دوائري التي تهمني يجب أن تدور حول كون الله في المركز، ثم الانتقال إلى نفسي ثم عائلتي ثم كل شيء آخر. لقد تعلمت أنه عندما أطلب من الله ألا أضع قيوداً على ما أطلبه منه، لأنه قادر على كل شيء.
لقد تعلمت أن الجلوس مع نفسك هو من أعظم القوى التي يمكن أن يمتلكها المرء. أن تكون هادئاً، قادراً على الاستماع مع نفسك، قادراً على الانخراط في مناقشة عميقة مع نفسك وقادراً على تهدئة نفسك. لقد تحدى هذا العام قدرتي على الجلوس ساكنةً، لأنني أشعر بالقلق في معظم الأوقات، والإحباط وأحياناً أكون غير قادرة على قبول العالم كما نعرفه الآن. أنا أتحسن قليلاً في الجلوس مع عدم الراحة، مع الخوف واحتضانه من خلال إيماني الثابت بخطة الله.
لقد ذكرني هذا العام أنه لا يمكننا الهروب من مخاوفنا أو مشاكلنا. فأفضل طريقة للتعامل معهم هي أن نكون صادقين وأن نتحدث عنهم بشكل مباشر. إنهم في النهاية سيلاحقوننا أينما ذهبنا، لذلك من الأفضل التعامل معهم بشروطنا الخاصة.
لقد أدركت أنه لا يمكننا تجاهل أبسط الأفراح في الحياة. أخذ الوقت الكافي للتواصل مع الجيران، والابتسام، الطبخ مع العائلة او لمة حول سفرة الشاي، هذا ما يخلق مساحات داخل منازلنا مليئة بالبهجة. لا يمكننا أن نكون مشغولين جداً للعيش بدونهم ولا يمكننا تجاهل السعادة الذي يجلبونه لنا. الاهتمام بالتفاصيل التي تجلب لنا الفرح في حياتنا اليومية.
كان عام 2020 عاماً قاسي، فأنا مرهقة ومتعبة، لكني أشعر بالرضا. ما تعلمته في هذه السنة كان أبعد من الاهداف التي كتبتها الي نفسي قبل بداية العام. يقول محمود درويش: “ليس الأمل مادَّةً ولا فكرة...إنه موهبة”.