في 26 سبتمبر 1998 وبعد أشهر قليلة من فوز زيدان ورفاقه بكأس العالم 1998 في فرنسا، أطل علينا الشب خالد ورفاقه في ملحمة موسيقية جمعت أهم فناني الراي أمام أكثر من 15 ألف متفرج في قاعة قصر باريس بيرسي، لتكون هذه السنة سنة جزائرية بامتياز.
أحيى الحفل رشيد طه بعمر الـ 40 آنذاك مع رفيقه الشب خالد وصاحب الـ 20عاماً فقط وقتها فُضيل، برفقة أوركسترا تكوّنت من أكثر من مائة عازف عالميّ. فرقصوا وقفزوا وأطربوا وتصببوا عرقاً حتى اضطروا لتغيير ملابسهم في الاستراحة، وأنتجوا تحفة فنيّة سنتغنى بها لأجيال قادمة.
أدى الثلاثيّ أشهر أغانيهم بالإضافة إلى بعض الكلاسيكيات الجزائرية.
يعتبرها العديد أنجح حفل راي بالتاريخ ويحاجج الكثير أنها أفضل حفل عربي على الإطلاق!
حقائق لا تعرفها:
1. نتيجة لفشل المفاوضات مع شركة إنتاج الشب مامي للمشاركة بالحفل، عوّض غيابه فُضيل صاحب الــــ 20 عاماً فقط ومثلت هذه الليلة نقطة انطلاقته للعالمية. لكن مامي لم يفوّت الحفل وكان بين الحاضرين برفقة المغني العالميّ ستينج.
2. يرجع أصل تسمية الحفلة 1 2 3 شموس اقتباساً من الفيلم الفرنسي Un Deux Trois Soleil عام 1993 الذي قام الشب خالد بتأليف موسيقاه التصويرية والتي حاز خالد بها على جائزة السيزر في العام التالي.
3. تعتبر افتتاحية الحفل وأغنية البداية من الأجمل على الإطلاق، حيث عزفت الأوركسترا قبل دخول الثلاثة نجوم على المسرح موسيقى أغنية "خلوني خلوني" الخالدة لدحمان الحراشي. كان هذا قرار وفكرة رشيد طه المعروف بعشقه وتأثره بموسيقى الحراشي المغني الأصلي لـ "يا الرايح" التي اشتهر بها طه. ويقال إن الحراشي قام بتأليف رائعة “يا الرايح” في محاولة لثني صديقه بأي وسيلة من الهجرة عن الجزائر رغم مآسيه وصعوبة العيش فيه.
4. انطفأت أحد الشموس مبكراً عشية 12 سبتمبر 2018 في المنفى، فرنسا، إثر أزمة قلبية عن عمر 59 سنة فقط. كان طه من أنجح مغنيي الروك العرب وصنع مزيجاً مميزاً بين موسيقى الروك والموسيقى العربية. وعرف طه بإيمانه برسالة الفن فتصدر المشهد في قضايا كثيرة وتناول المشاكل التي تواجهها الجاليات العربية في المنفى من عنصرية وفقر وتهميش إلخ.
5. نالت أسطوانة تسجيل الحفل على ضجة وشعبية كبيرة بحيث تخطى عدد المبيعات الــ 5 ملايين نسخة حول العالم.
6. يعتبر خالد هو العقل المدبّر للحفل فكان مسؤولاً عن اختيار الموسيقيين وهو من أعاد توزيع جميع أغاني الحفل بأنماط مختلفة من الجاز والروك والفانك والسالسا مما أعطى الحفل طابعاً عالمي.
7. كلّف إنتاج الحفل ستة ملايين فرنك فرنسي بحضور أكثر من مائة عازف وعازفة منهم Dorsey عازفة الباص في فرقة العملاق ديفيد بوي، وعازف الدرامز Zachary Alfrod بدوره اشتغل مع ديفيد بوي، إضافة إلى قائد فرقة الإيقاعات المصري حسام رمزي الذي عمل مع ليد زيبلين وفرق روك عالمية والفرقة الماسية لعازفي الكمان، وغيرهم من العمالقة.
8. وفي عام 1999 قررت شركة باركلي طرح الحفل كألبوم مصور مباشر، فحقق الألبوم اسطوانتين ذهبيتين في فرنسا وفاز بجائزة World Music Awards عام 2000 في موناكو كأحسن ألبوم مباشر في العالم لتلك السنة.
9. في حفل جوائز الموسيقى العالمية في موناكو 2000، فاز الثلاثي بجائزة أفضل فرقة عربية على مستوى المبيعات. غنى الثلاث شموس أغنية عبد القادر الفلكلورية الشهيرة قبل تسلّم الجائزة وفي خطاب قبول الجائزة المقتضب أهدى فضيل الجائزة لبلده الجزائر وأهداها خالد لزوجته بينما أهداها رشيد طه لأطفال العراق.
10. تم تخصيص 60 يوماً من التمرين والتجهيز للحفل وضمت جوقة العازفين نجوم من جميع أنحاء العالم مثل الولايات المتحدة، فرنسا، إنجلترا، مصر، المغرب، الجزائر.
شاهد الحفل كامل.