في الأوّل من فبراير من كل عام يحتفل كشاف ومرشدات ليبيا بذكرى وعيد تأسيس حركتهم ومؤسستهم التربوية والتطوعيّة، والذي قاربت على سبع عقود من الزمن، بل من العطاء والعمل الخيري والإنساني دون توقف أو كللٍ أو ملل.
ولأهميّة هذه الحركة في بلادنا، ولقدم تاريخها العريق، ولكبر مؤسستها التي تعمل في كافة الميادين منذ أن نشأت، سنستعرض في هذا المقال صور عن الحركة الكشفية في ليبيا.
الكشافة في ليبيا: بداية المسيرة
بدأ نشوء الحركة الكشفية في ليبيا عام 1954 بافتتاح أوّل فرقة كشفية ليبية في العاصمة طرابلس وبالتحديد في مدرسة طرابلس الثانوية للبنين، حيث أسس هذه الفرقة القائد والمربي والمؤسس الأوّل القائد / علي خليفة الزائدي والذي أتى من دولة لبنان مهد الحركة الكشفية العربية ليفتح بوابة جديدة للحركة الكشفية العربية في بلده الحبيب ليبيا، كما نالت ليبيا العضوية في المنظمة الكشفية العربية (الإقليم الكشفي العربي) أحد الأقاليم الست للمنظمة العالمية للحركة الكشفية في مايو من عام 1954 كما تم الاعتراف بها عالمياً عام 1959 في المؤتمر الكشفي العالمي السابع في نيودلهي بالهند، وبحسب الإحصائيات فعدد المنتسبين للحركة الكشفية في ليبيا هو 26 ألف عضو من الكشافة والمرشدات في مختلف ربوع البلاد مقسّمين على 25 مفوضية ومدينة.
علي خليفة الزائدي...القائد المؤسس
ولد علي خليفة الزائدي من أبوين ليبين بمدينة الخمس سنة 1909 هاجرت أسرته إلى لبنان وعمره عامين وذلك هربا من ظلم المستعمر الإيطالي وذلك سنة 1911 وفيها أتم دراسته، انتسب إلى الحركة الكشفية الاسلامية بلبنان سنة 1927 وتقلّد عدة مهام قيادية في الكشافة اللبنانية وقاد عدة مخيمات وبعثات كشفية شارك في عدة أحداث حلت بلبنان وكانت آخرها في فلسطين سنة 1947 وأقام المخيمات لإيواء النازحين، و نشر عدة كتب وهي سلسلة أصدرتها “جماعة فنون الغابة” أصبح مفتشًا عامًا لجمعية الكشاف المسلم عام 1940 وانتدب ليكون مندوبها الدائم باتحاد كشاف لبنان عام 1952. ثمّ عاد إلى ليبيا حيث بدأ أول خطواته بتكوين أول فرقة كشافة في طرابلس يوم 1954/2/1. م بمدرسة طرابلس الثانوية وكان عدد أفرادها 37 كشافًا.
في صيف العام نفسه اتفقت المنظمات الكشفية العربية على تنظيم أول مخيم كشفي على مستوى الوطن العربي في سوريا وقد وجد الزائدي في هذا الظرف الفرصة المواتية لمشاركة الكشاف الليبي على مستوى ليبيا، ومن ثم إقناع السلطات لتكوين حركة كشفية ليبية.
لقد واصل الليل بالنهار في سبيل مبدأ آمن به وعرفه عن يقين انه ميدانه ووثق بأنه فارسه، فأخذ يجول فيه ويصول، فضحى بشبابه وأنهكته خدمة أكثر من أربعين عامًا في خدمة الكشفية، حتى هاجمته الشيخوخة دون أن يشعر بالسنوات التي مرت مسرعة.
انتخب قائد عام لكشاف ليبيا إلى أن وافاه الأجل المحتوم في 3/12/1966 في بيروت ونقل جثمانه الى ليبيا تقديراً للدور الذي لعبه المرحوم في تنمية وتطوير الحركة الكشفية في العالم وفي البلاد العربية.
الكشفية مدرسة في الهواء الطلق...أضواء على أنشطة الكشافة الليبية:
لا يخفى على الجميع وخلال 68 عاماً من تأسيس الحركة الكشفية في ليبيا الدور الفعّال والملحوظ للحركة رغم كل الظروف والأوضاع التي مرّت بها البلاد منذ عام 1954 وحتى يومنا هذا، إلا أن الكشافة والمرشدات في كل أنحاء الوطن كانوا على إصرار في استمرار عملهم ودورهم التربوي الواضح وعملهم في تربية النشء من الفتية وا لشباب، وإعداد مواطنين صالحين في مجتمعهم يشهد لهم الجميع، بالإضافة إلى دورهم في خدمة وتنمية المجتمع، والحملات، والأعمال التطوعية والإنسانية، والإغاثة، والتنمية المستدامة، ونشر السلام والخير بكل عطاء وإخلاص .
كشاف ليبيا تميّز عربي وعالمي دائم:
الكشافة الليبية لم يقتصر جهودها على المستوى الوطني فقط، فالكشافة الليبية لها تميّز عالمي وعربي إقليمي يعرفه الجميع، فالكشافة الليبية دائمة الحضور في المخيمات الكشفية العالمية والعربية منذ انطلاقتها، كذلك حظيت الكشافة الليبية بعضوية العديد من اللجان الكشفية العالمية والعربية واللجان الفنية العربية الفرعية ولجان الشباب، كما استضافت ليبيا العديد من الأحداث والأنشطة الكشفية العربية، بالإضافة إلى العديد من المخيمات الكشفية العربية منها:
- المخيم الكشفي العربي السابع (جوددائم 1966)
- المخيم الكشفي العربي الرابع عشر (جودائم 1981)
- المخيم الكشفي العربي الخامس عشر (جوددائم 1983)
- المخيم الكشفي العربي التاسع عشر (جوددائم 1990)
- المخيم الكشفي العربي السادس والعشرون (جوددائم 2004)
بالإضافة إلى العديد من الدراسات الكشفية العربية والإقليمية والمغاربية التي لا تعد ولا تحصى. ففي هذا المقال نقول بأن كشاف ليبيا كانت ولا زالت من أقوى المؤسسات الشبابية والتربوية في ليبيا، بالإضافة إلى تميزها العربي والعالمي الـمميز دائماً.
فالكشفية منذ أن انطلقت بصافرة علي خليفة الزائدي، ولبى شبابها النداء، والتزموا بعهدهم وقانونهم الكشفي بأن يؤدوا واجبهم نحو الله ونحو الوطن والآخرين والذات، وأن يستمروا جيل وراء جيل في البناء والتربية، والعمل التطوعي، والخيري، والإنساني، ونشر السلام، والمحبة والخير، وإصلاح المجتمعات، وتطويرها، وتنميتها على مستوى منتسبيها ومحبيها.