11 سنة على الثورة، ما الذي حدث؟
مقدّمة السلسلة: "على أعتاب الذكرى العاشرة لثورة 17 فبراير، ستقوم منصة الواو بسلسلة من المقالات لإحياء هذه المناسبة على مدار شهر. سوف تسمح لنا هذه المساحة بمراجعة تلك المرحلة بأخطائها وإنجازاتها، إيجابياتها وسلبياتها، الدروس التي تعلمناها، التفاصيل والانتصارات الصغيرة التي يتم إهمالها ونسيانها عند الحديث عن تلك الحقبة وما بعدها، الحراك الشعبي الذي برز لأول مرة في تاريخ البلاد، المبادرات والحركة الفنية التي ظهرت على السطح بعد سنوات من الرقابة المشددة (من الأعمال الفنية، الموسيقى، الجرافيتي، الراديوهات، محطات التلفزة، المجلات...)، حيوات الأشخاص العاديين وخياراتهم وعلاقاتهم بشركائهم في الوطن (قربًا كان ذلك أم بعدًا) تفاصيل حياتهم التي طرأ عليها التغيير الحتمي إثر الثورة، اتساع مساحة الحريات نسبيًا، ومجموعات الدعم والمبادرات التي نعرفها أو لا نعرف عنها، النقاشات في موضوعات كانت محرمّة من قبل.
نريد أن نفكّر معاً كيف بإمكاننا المضيّ قدُمًا إلى الأمام سويًّا، متعلمين من أخطاء الماضي دون غضّ النظر عن الإيجابيات مهما كانت صغيرة وغير مرئية للكثير منّا."
النص التالي بقلم ملاك الهمالي، عبارة عن مادة استقبلناها من أحد قرّائنا، صحافيةّ من بنغازي، تشاركنا فيها ما يجول بخاطرها من أفكار حول ما تعنيه مرحلة ثورة فبراير لها، وانعكاساتها على أحاديث وتطلّعات وآمال الشعب الليبي.
على الأقل سنخبر أبنائنا أننا حاولنا
أحد عشر عامًا مرت على قيام ثورة 17فبراير\شباط 2011م: يصبح هذا التاريخ من كل عام حديث الساعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويلاقي تفاعلًا واسعًا بين مؤيدين ومعارضين، واختلافات يتمحور مجم لها بأنها لم تكن ثورة شعب ضد الدكتاتورية والتهميش، بل مؤامرة...
ما أعلمه جيدًا أنه كان حدثاً أشبه بالحلم، ثورة شعب قرر التغيير، والمضي قدمًا واللحاق بالعصر.
"التخلف اختيار، وليس قدر"
تجددت الوطنية في أرواحنا كل يوم، في الثورة كنا نتعلم أشياء جديدة. فتغيرت شخصية جيل بأكمله بسبب الثورة، التي عرفنا من خلالها حقوقًا تم تجهيل كثيرًا منا بها، وخلالها لم يخف أحد من قول رأيه بأعلى صوت في بلدنا!
ولعلّ أهم درس تعلمناه كان عندما أدركنا أن الإعلام قوة تُخفي عنا الكثير.
مرحلة ما بعد الثورة: على الأقل سنخبر أبناءنا أننا حاولنا
مرت ذكرى الثورة سنة تلو الأخرى، تبدلت الوجوه وتغيرت الأسماء، اتخذت الأحداث منحًا آخر، من ظهور التطرف والإرهاب ودعمه وتمويله من الخارج، إلى رموز وطنية كثيرة تم اغتيالها...انتُهكت حقوق الإنسان، ونشبت حروب وصراعات داخلية...وأصبح التعبير عن الرأي يخلفه إمّا الإخفاء القسري، أ و القتل.
7 حكومات انتقالية من دون شرعية شعبية
تعاقبت علينا العديد من الحكومات من دون الوصول بليبيا إلى مؤسسات دائمة مُنتخبة ديمقراطيًا. وبينما لا زالت التحديات والعراقيل في مواجهة آمال الشعب في الاستقرار كمطلب رئيسي، وبات الوصول بالبلاد إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية حُلمًا صعب المنال، لكن ما لا شك فيه أن مطالب الثورة لا زالت تشغل جميع الليبيين...ولا زالت الديمقراطية والعدالة الاجتماعية حلم يسكن روح كل مواطن ليبي. ففبراير كانت ولا زالت وسيلة، وليست غاية، فهل لنا بطريق آخر لتحقيق هذا الحلم؟
ثورتنا لم تنته، ولم تكتمل بعد.