حملة انتقادات واسعة تلت مباراة السودان في التصفيات المؤهلة للبطولة العربية للمنتخبات، كليمنتي لم يرد سوى بالقليل من الكلمات، إنها البداية فقط والقادم سيكون أفضل مع هؤلاء اللاعبين.
لم يكن أحد يرى أن المنتخب سيفوز في مواجهات التصفيات التي ستذهب بنا نحو ما قبل كأس العالم في حالة تصدر المنتخب المجموعات! كانت البداية من هنا حيث الإعلام بدأ بالضغط على المنتخب، لكن اللاعبين كانوا حاضرين ذهنيًا، ولم يحاول أحدهم الحديث سوى بتصريحات نموذجية كانت تبعث الأمل في روح الجميع.
الجولة الأولى
من بنينة إلى طرابلس وصولاً للجنوب، انتظر الشعب بأكمله الفرحة الأولى في التصفيات متناسيًا همومًا مضت، لكن الفرحة الحقيقية سنعيشها في النهاية لأننا احتجنا هذه الفرحة بعد عدة إخفاقات وهزائم، لتبدأ رحلة التصفيات أمام الغابون حيث الكثير من المحترفين في الدوري الإنجليزي.
بدأت الرحلة باستقبال هدف من الغابون، هنا شعر الجميع بالخوف من إعادة ما مضى، ولكن هذه المرة على أرضنا مما يعني أننا سنكون أكلة خفيفة للقادمين من الخارج. لكن الرد كان بالحضور الذهني الذي عاشه المنتخب حتى جاء التعادل برأسية علي سلامة لينتظر الشعب الفرحة القادمة من الخلف حيث استبسل دفاع المنتخب على أرضه رغم انتقاد المدرب على وضعهم. وفي الشوط الثاني تأكد أن الحضور الذهني كان السمة الأبرز عند لاعبينا، من الدفاع والهجوم إلى الخروج بالكرة من الخلف حتى تصل إلى الثلث الأخير...ولم تنجح الفرص حتى جاء قادم من الخلف في الدقيقة التسعين ووضع الهدف الثاني في شباك الغابون، سند الورفلي كان هو بطل تلك الليلة، لتبدأ الرحلة فعليًا بفرحة الشعب الهستيرية من أجل المنتخب الغالي.
المواجهة الثانية
بعد تعادل مصر خارج أرضها أمام الغابون، بدأ حلم حسم الصدارة يتحول إلى حقيقة رويداً رويداً داخل الشعب واللاعبين في آخر مباراة أمام جماهير منتخب أنغولا وعلى أرضها، ترى هل نبحث عن التعادل؟ أم أن الفوز مضمون أمام المحترفين من منتخب أنغولا؟ هل يبدو الحلم بائسًا هذه المرة؟ أم أن أحلام اليقظة بالفوز خارج الديار أصبح أقرب من أي وقت مضى؟
كان الحلم جماعيًا هذه المرة من الملايين الذين يتابعون المنتخب الليبي، المنتخب الذي يحمل اسمه ثلاثين لاعبًا سيلعب منهم إحدى عشر لاعبًا في البداية فقط، لكنهم عازمون على إحياء آمال الشعب في فرحة تكون المكسب فيها اتحاد الشعب من أجل الرياضة.
بدأت المواجهة حيث الخوف من الخصم على أرضه، لكن الدفاع كان حلاً هنا والباحث عن القاضية التي جاءت بداية ونهاية من الوافد الجديد عمر الخوجة، في جملة تدرس من عمر إلى زعبية إلى مؤيد إلى الهوني ثم إلى شباك أنغولا بأقدام عمر الخوجة قبل نهاية الشوط الأول في الدقيقة الثانية والأربعين. كانت بداية الخوجة كفيلة بإحياء آمال الجميع بقدرة المنتخب على فعل كل شيء من أجل الشعب واسم البلاد التي عانت الويلات.
عندما تريد الدفاع عليك تجهيز اللاعبين ذهنيًا قبل أن يكونوا جاهزين بدنيًا، وهذا ما كان بالفعل وأبهرنا به أبطالنا في بداية مشوارهم المبشرة في حصاد النقاط الكاملة في جولتين لنيل صدارة المجموعة بكل استحقاق! تتعلق الآمال الآن على المواجهة المقبلة أمام مصر حيث التعادل والظفر بنقطة واحدة كافٍ لوضعنا على خارطة التصفيات النهائية في السادس من أكتوبر القادم، فهل يكون الرجال حاضرين من أجل فرحة الشعب؟!
كل الشعب الآن أسقط الانتماءات للأندية الليبية، كل الشعب الآن أصبح يحمل حلمًا واحدًا فقط، قطر 2022 فهل نذهب جميعًا إلى هناك بأقدام الفرسان؟!