نعلم جميعاً بالمشكلة الكبيرة التي يعاني من كوكب الأرض منذ زمن وهي ظاهرة الإحتباس الحراري والتي بدأت تتصاعد وتتزايد كل يوم بشكل أكبر مع تطور الصناعات وكثرة المصانع والتي في ذات الوقت تتزايد معاها غازات دافئة داخل الأرض مما تسبب في الاحتباس الحراري والذي ينجم عنه الكثير من الأضرار والكوارث الطبيعية والبيئية والتي لا ربما تهدد الحياة الطبيعية على كوكب الأرض!
لنستعرض معكم في هذه المقالة بشكل عام وموسّع هذه الظاهرة وتأثيرها عالمياً ومحلياً في ليبيا وما هي أبرز التوقعات المستقبلية حولها.
الاحتباس الحراري...التعريف العلمي
يعرّف الاحتباس الحراري على أنه ازدياد في درجة الحرارة السطحية المتوسطة في الكوكب مع زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون، وغاز الميثان، وبعض الغازات الأخرى في الجو، هذه الغازات تسمى بالغازات الدفيئة لأنها تساهم في تدفئة جو الأرض السطحي، وهي الظاهرة التي تعرف باسم الاحتباس الحراري.
ولوحظت الزيادة في متوسط درجة حرارة الهواء منذ منتصف القرن العشرين، مع استمرارها المتصاعد، حيث زادت درجة حرارة سطح الكرة الأرضية بمقدار 0.74 ± 0.18 °م (1.33 ± 0.32 فهرنهايت) خلال القرن الماضي وقد انتهت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية إلى أن غازات الدفيئة الناتجة عن الممارسات البشرية هي المسؤولة عن معظم ارتفاع درجة الحرارة الملاحظة منذ منتصف القرن العشرين.
الإنذار الأحمر للبشريــــــة...ناقوس الخطر يدق!
هذا ما وصف ه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في التقرير الجديد الذي صدر عن خبراء المناخ في الأمم المتحدّة حيث وصف الأمين العام ما يحدث في العالم من حرائق للغابات في مختلف الأماكن والأقطار ما هو إلا انذار أحمر للبشرية، داعياً الدول الغنية والبنوك لتقديم الأموال للمساعدة والتكييف مع التغيرات المناخية الطارئة، مُطالباً قادة العالم بتقديم إيجابات واضحة خلال انعقاد مؤتمر المناخ العالمي القادم في نوفمبر من عام 2021 والتي تستضيفه اسكتنلدا.
أوضح التقرير أيضاً أنه من المتوقع أن تصل نسبة الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2030 ما وصفته الأمم المتحدّة بأن ناقوس الخطر قد دق! مشيرة إلى أن هذه زيادة كبيرة مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، وهذا ما يهدد الحصول على كوارث جديدة في الكوكب التي تضربه موجات حرّ وفيضانات متكررة.
توقعات ومؤشرات عالمية
حذرت العديد من المنظمات والمؤسسات العالمية المعنية بشأن الطبيعة والمناخ من الوضع الذي يعاني منه العالم وكوكب الأرض بشأن التغيرات المناخية حيث حذرت عدّة تقارير دولية من ازدياد مخاطر الاحتباس الحراري على كوكب الأرض، مبينة أن ارتفاع الحرارة لدرجة واحدة تؤدي إلى زيادة بخار الماء في الغلاف الجوي 7 بالمائة.
وبحسب تقارير من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى أجرت دراسات حول تغيّر المناخ، فإن ذوبان الكتل الجليدية نتيجة الاحتباس الحراري تؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه وبالتالي زيادة احتمالات حدوث السيول والفيضانات.
كما أن نتائج الاحصائيات كانت أن عام 2016 أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق، فيما حل عام 2020 في المركز الثاني من حيث ارتفاع درجات الحرارة.
فيما تتوقع الوكالة الأمريكية للفضاء "ناسا"، أن يرتفع منسوب مياه البحار 5 أمتار، بحلول عام 2300 كمؤشر على المدى البعيد!
ليبيا والاحتبــــــاس الحـــــــــــــراري
في الآونة الأخيرة بدأت ليبيا تعاني كبقية دول العالم من ظاهرة الاحتباس الحراري والتي وصلت إليها فعلاً حيث وخلال يونيو الماضي نشب حريق في غابات منطقة عين مارة الواقعة في الجبل الأخضر في شرق البلاد، هذا الحريق والذي كان على رقعة كبيرة في منطقة وعرة ومع ارتفاع درجات حرارة الجو التي ساعدت على نشوب الحريق بشكل أسرع إلا أن رجال الدفاع المدني والإطفاء من مختلف المدن والمناطق المجاورة قد حاولت السيطرة عليه والعمل بشكل متكاثف لإدراك ما يستطاع إدراكه وضمان السلامة.
إجراءات حكومية واتفاقيات دولية
كانت ليبيا من ضمن الدولة القلائل الذين لم يوقعوا على اتفاقية باريس للمناخ المعروفة بـ "كوب 21" حيث تعتبر هذه الاتفاقية أو اتفاق عالمي شامل بشأن المناخ والعمل على احتواء الاحتباس الحراري والذي جاء عقب المفاوضات التي أجرتها الأمم المتحدّة في مؤتمر الأمم المتحدة 21 للتغير المناخي في باريس عام 2015.
وبمناسبة يوم الأرض الذي يتم الاحتفال به في 22 أبريل، وقع 175 من رؤساء دول العالم في عام 2016 في مقر الامم المتحدة في نيويورك تحت مسمي اتفاقية باريس للتغير المناخي وكان ذلك الحدث الأكبر علي الإطلاق لاتفاق عدد كبير من البلدان في يوم واحد أكثر من أي وقت مضي.
وفي يونيو من عام 2021 أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية بليبيا أنّه الحكومة قررت على التوقيع على اتفاقية باريس للمناخ وأن تلتحق ليبيا بركب دول العالم، ثم أحيلت الإتفاقية لمجلس النواب الليبي للمصادقة عليها بعد تأخر ليبيا في توقيعها مقارنة بباقي دول العالم.
أما في الثلاثين من أغسطس الماضي من عام 2021 أصدر رئيس الحكومة قرارًا بإعادة تشكيل اللجنة الوطنية لتغيُّر المناخ برئاسة وزير البيئة بالحكومة.