بدأت الأولمبياد، ثم تلت المجانين وقليلي المعرفة عادات قديمة بالاستهزاء بمنْ شارك ولم يصل إلى النجاح، للوصول إلى الأولمبياد عانَ الأبطال ويلاتَ الأزمات ومنهم من أضطر إلى الانسحاب بسبب قلة الحيلة في الوصول إلى طوكيو وحدث هذا لسنوات وسنوات.
تدعم دول العالم الأول أبطال الاولمبياد في كل الألعاب الفردية والجماعية للوصول إلى ذروة النجاح المخطط لها مسبقًا من وزارة الرياضة لديهم ،لكننا هنا نستهزأ بمن يلعب حتى لأجل المشاركة رغم قلة الامكانيات، لكنهُ في النهاية وصل إلى الأولمبياد لأنهُ لعب باسمه كبطل للعبة التي شاركَ فيها، لهذا لا يمكننا ان نُهاجم لاعب التجذيف لأنهُ وصل سادس مجموعته في التصفيات فنحنُ لا نعرف لماذا حدث هذا فقط هو الذي يروي القصة الكاملة وسيتذمر من هذا الوصول.
قرأتُ نصًا في يومً ما يقول كاتبه عن العرب «نحنُ الذينَ إن ركض منا عداءً أخبرناه أنهُ لا يصلُ، وإن حدث ان تشاركنا العداء فنلتحم ولا ننفصلُ».
لا يمكننا إيذاء الناس بالكلام فقط من أجل فشل في مرحلتهِم الأولى فيما يحبون الوصول إليه، لن تنتهي الدنيا بمجرد أنهُ فشل في البداية، فطريق الناجحين مليء بالفشل والعراقيلَ فقط هم من يستمرون في تجاوز هذه العراقيل بتحقيق النجاحات، لكن ما إن وجدت أحاسيسهم انهم لوحدهم سيتوقفون عن التفكير في كيف ينجحون، بل سيبدأ داخلهم في وضع سؤال واحد فقط، كيف يمكننا ألا نفشل؟ الفشل والنجاح مرتبطين، لا يمكن للناجح ان يكون ناجحًا دون أن يفشل، كذلك لن يكون الفاشل فاشلاً إن لم يحقق النجاح في السابق.
أبطالنا في طوكيو
لا شكَ في أن دعم أبطالنا في طوكيو واجب على الجميع سواءً من الدولة أو من الشعب في تحفيزهم ودفعهم للاستمرار والوصول إلى الحلم، في طوكيو لدينا أبطال شاركوا بعد أكثر من ستين عامًا من المشاركة الأولى لبطل ليبي في الألعاب الفردية.
اخترنا الحديث المطول عن الاخفاقات وما تسببه أقلام الإعلام واسلحة المجانينَ في الحرب كلما خسر لاعبًا من ليبيا، لكننا سنترك هذا الحديث في أعلى ونتفرغ لذكر أبطالنا المشاركين الذين كان من الأجدر أن يتم دعمهم بكل شيء من أجل النجاح، فبعد المشاركة الأولى لليبيا التي تعود إلى عام 1964 ها نحنُ نشارك مجددًا في أكثر من لعبة ولدينا لاعبين سافروا من أجل التجذيفِ وصنع التاريخ، حتى لو يصنعوه فالوصول إلى طوكيو يُعد تاريخًا ما دام الوصول كان بيدٍ واحدة لا مجموعة أيادي متحدة من أجل اللاعبين.
في إعلان وصول بطلنا المجذف حسين القنبور ومدربه أحمد فكرون إلى الاحتفال الذي أقيم بمناسبة إعلان انطلاق أولمبياد طوكيو، أعلنت المذيعة بكلمات معبرة نوعًا ما ومنهم يرى أن من العيب ذكرها فقالت:
«أمة أخرى تواصل البحث عن أول ميدالية في المشاركة الاثني عشر بعد المشاركة الأولى سنة 1964»
الحقيقة هكذا لا يمكن ان نزيفها، لكن لن نستطيع حصدها دون العمل كمجموعة من أجل الفرد، لا يمكن ان نصل إلى النجاحات بهم دون العمل كفردٍ من أجل المجموعة الواحدة، سنحصد البطولات بهم، سنفشل وننجح ونصل إلى القمة والنجاحات، لكننا لن نصل إلا بالعمل من أجلهم جميعًا وخاصة الذين يلعبون بشكلٍ فردي في كل الألعاب والبطولات محليةً كانت أم قارية.
كل التوفيق لأبطالنا مهما كانت النتيجة...