لعلم الطاقة والتأمل فوائد عدة قد تتفاجأ بها وبتأثيرها على واقعك. فعندما نمارس التأمل، نقوم باتصال مباشر مع الطاقة الكونية وهنا يحدث السر.
دائماً ما نسمع عبارات مثل "أنت تصنع مستقبلك"، " كل ما تفكر به سيتحول لواقع تعيشه"، "اختر أفكارك كما تختار ملابسك كل يوم"... لن تصدق أهمية وحقيقة هذه الكلمات إلى أن تمارسها حقاً.
بدأت رحلتي مع التأمل منذ أشهر، كنت اخترت رغبات بسيطة، وكانت صدمتي في تحققها بعد وقت قصير، أعتبر عملية التأمل كعملية حقن رغابتنا المدفونة لواقعنا، نخفض مستويات التوتر والقلق داخلنا، ونتواصل بشكل أفضل مع الطاقات الإيجابية حولنا ونطرد السلبية منها.
أفضل مثال للتأمل هنا هو الصلاة، عندما نصلي لله عز وجل، نحن نطرد كل الأفكار السلبية من رؤوسنا، نقوم بالتركيز على التواصل مع الله والسماء، نشكره على كل النعم التي في حياتنا وبعد السجود الأخير، نسأل الله ما نريد من رغبات، كلنا ثقة به وباستجابته لنا.
في مختلف الحضارات والعصور، مارس العديد من الأشخاص التأمل وأكدوا لنا تماما فعاليته، ونشر العديد من الكتاب كتبا تشرح كيفية التأمل وكيف غير من حياتهم بالكامل، أما أنا أحاول بقدر المستطاع ممارسة التأمل بشكل روتيني، والمثير في الأمر أنني أصبحت ألجأ إليه من الحين للآخر.
التأمل هو عبارة عن عملية التحكم في الأفكار، وتوجيه عقلنا الباطن لما نريد، أكد العديد من العلماء أن أفكارنا تلعب دوراً كبيراً في واقعنا، وأننا بالفعل نجذب ما نريد إذا وظفنا الدماغ على تقبل الفكرة والإيمان بها تماماً.
منذ فترة كنت أعاني من بعض المشاكل النفسية، وعندما قرأت عن التأمل، كنت جاهزة لتجربة أي شيء للخروج من تلك الحالة، احتاج الأمر لبعض التدريب والصبر، ولكني في النهاية رأيت بعض التحسن في حياتي. كنت أجلس لمدة ساعة تقريبا، في غرفة هادئة تماماً، أو الملونة ببعض الألحان الموسيقية الهادئة التي قد تساعد عملية التأمل، كان الامتحان الأصعب هو محاولة تفريغ عقلي من الأفكار، كان الأمر شبه مستحيل في البداية، ولكن بمساعدة بعض المقاطع على اليوتيوب، تعلمت كيف استخدام عملية التنفس لتفريغ عقلي، كنت أجلس في وضعية مريحة مغلقة العينين، فيما أقوم بعد عملية الشهيق والزفير، إلى أن يقوم عقلي "بالريسيت".
بعد التحكم بعقلي، يقوم فيديو اليوتيوب بتوجيه عقلي لتخيل ما أريد، وكأني حصلت عليه بالفعل، مثلا قمت بتخيل حصولي على شيء كنت أحتاجه، أول سماع خبر ما من جهة معينة، كنت أشعر بسعادة حقيقية كأنني بالفعل حصلت على أمنيتي، وأتخيلها بالفعل بين يدي، بعد هذه العملية أقوم بشكر الله على ما قدم لي، لن تصدق أهمية تقديم الشكر لله والحياة على النعم المقدمة إليك، إذ كل ما تقدم الشكر، كل ما تحصل على المزيد، أعتقد أنها صفقة رائعة.
بعد فترة من الزمن، عندما يتعود جسدك وعقلك على ممارسة التأمل، ستنجح في القيام به أينما كنت، أثناء قيادتك السيارة، في العمل، وحتى في أوقات العمل، لأن التأمل متصل تماما بالعقل الباطني، الذي لا يهتم بما نفعله حقا ، فهو هناك، في الجهة الخلفية من الدماغ، يقوم بالتحرك ورسم مستقبلنا بدون ما نشعر.
هناك تمرين سحري آخر أقوم به بشكل شبه يومي، ودائما ما كنت نتائجه رائعة، عند بداية كل يوم، وفي طريقي إلى العمل أو قبل مغادرة السرير، أقوم بكتابة طلباتي لهذا اليوم، على الشكل التالي:
صباح الخير أيها الكون، شكرا على النعم وشكرا على كل الفرص، إليك رغباتي اليوم:
قضاء يوم رائع ومثمر
سماع خبر سعيد لموضوع ما كنت انتظره
التواصل الروحي مع شخص من الأشخاص
حل مشكلة ما بيني وبين شخص معين.... الخ
شكراً شكراً شكراً
يقول البعض: " كل ما تتمناه في الحياة موجود، عليك فقط أن تطلبه".
كتابة قائمة طلبات بشكل يومي، يوجه رسالة واضحة للكون بما تريد، أن تفوض الطاقة الكونية لخدمتك، جربها، إنها حقاً نافعة. لممارسة التأمل، أثناء الصلاة، أو الجلوس في غرفة ما، أو حتى كتابة قائمة طلبات للكون، عليك حقاً أن تؤمن بأنك ستحصل على ما تريد، عليك أن توجه كل مشاعرك وتفكيرك لهذا الغرض، وبممارستي لهذه التمارين، اكتشفت أن التحكم بالمشاعر يمكن أن يكون أصعب بكثير من عملية التحكم بالأفكار، بالمشاعر متغيرة، متبدلة، طاقة غريبة تجتاح عقلنا وأجسامنا، وأنا اليوم ما زلت أحاول تعلم كيفية السيطرة على مشاعري، لأنها الأهم في علم التأمل والطاقة، دائماً ما كان هناك حديث عن قوة القلب والعقل ومن هو الأقوى، أعتقد أن القلب هو أقوى طاقة في الإنسان، فهو من ينتصر دائماً، سواء بالإيجابي أو السلبي، فلنتعلم معا كيف نوجه مشاعرنا لما نريد، وهنا تكمن السعادة الحقيقية.