ثقافة
08.07.24

البيئة : هل تتنفس الصعداء

تتمتع ليبيا بتنوع بيولوجي وبيئي ضخم بفضل مساحتها الشاسعة. ورغم أنه حسب الدراسات %2 فقط من التربة صالحة للزراعة إال أن الغطاء النباتي مزدهر ومتنوع بشكل قد يكون صادم للبعض , منه 50 نوع نادر ومهدد بالانقراض ولكن مؤخرا العالم يشهد ارتفاع ملحوظ في معدلات الانقراض وليبيا وغناها البيولوجي ليست بمأمن منه.

ف ليبيا تمتلك خمس محميات طبيعية منها المسجل محليا وعالميا ولكن بسبب الانفلات الأمني المستمر منذ عدة سنوات أصبحت العديد من هذه المحميات مرتع للصيادين الغير قانونين.

- التحديات الحالية

قطع الأشجار بشكل غير قانوني في معظمها لتحويلها إلى فحم. مساحات ليست بصغيرة تم تجريدها من أشجارها التي منها الموجود هناك منذ عشرات السنين , هذا التدمير الذي يصفه النشطاء بالتدمير الممنهج للغابات والأراضي الزراعية نتج وسينتج عنه زيادة في احتمالية انجراف التربة وبالتالي انهيارات أرضية اكثر , ناهيك عن ارتفاع هائل في درجات الحرارة. وهذا نراه بشكل واضح في السنوات الأخيرة وأخيرا انخفاض في جودة الهواء وتراجع نسب الأمطار، إن استمر هذا الأمر سنواجه كل عام مناخ اقسى من سابقه.

الصيد الجائر يستهدف في معظمه الطيور فالجمعية العالمية للطيور حسب تصريحاتها عام 2019 فإنه يقتل في ليبيا 50300 طير سنويا منها أنواع مهددة بالانقراض, رئيس الجمعية الليبية للحياة البرية يقول أنه لا يمكن الجزم بأن هناك انقراض مؤكد لبعض الأنواع ولكن هناك نقص كبير وواضح في أعدادها يؤكد أنه لجزم انقراض نوع ما الأمر يحتاج مجهودات حكومية ووقت ليس بقصير, عمليات الصيد الجائر الكثير منها يتم تنفيذه بالأسلحة الألية في معظمه يستهدف الطيور ولكنه أيضا يطال أنواع أخرى , الكثير منه يكون بلا هدف محدد حسب المهتمين بالحياة البرية فأن الحيوانات تقتل وتترك فيرالعراء وهذا المشهد مألوف فالجنوب الليبي بشكل خاص, هذه الانتهاكات ليست وقفا على الصيادين او التجار بل هناك ضلوع واضح لمسؤولين في هذه الكارثة, هناك خطوات حكومية واضحة بعد عدة تقارير تكشف حجم الكارثة التي ستكون بانتظارنا أن استمر هذا التجاهل لما يحدث , منها صدور قرار من مجلس النواب بإنشاء الهيئة الليبية للصيد البري , قرارات ضبط المعدات والقبض على المخالفين للوائح التنظيمية للصيد القت ترحيب واسع بين أوساط النشطاء ولكن يبقى السؤال هل تستطيع اليد الحكومية أن تطبق هذه القرارات في كامل تراب الوطن ؟

المراقبة وتنفيذ كل هذه القرارات يبدو مهمة صعبة خصوصا فالصحراء الشاسعة والتي تنتشر بها الجماعات باختلاف توجهاتها , هذا القلق قد يكون محبط بعض الشيء ولكنه واقعي لتغطية كل هذه المساحات وإحداث تغيير حقيقي يحتاج الأمر اكثر من مجرد قرار يتم التلويح به ربما لإسكات مطالبات النشطاء بتدخل حكومي هذا فيما يتعلق بالصيد ولكن على صعيد الغطاء النباتي فالأمر أفضل بكثير مبادرات حكومية نراها تحدث تغيير حقيقي ولكن لا نزال نحتاج لسن قوانين أكثر وتفعيل ما تم بالفعل تشريعه ولكن لم يطبق مجتمعيا الأمر مختلف تماما , المنظمات الغير حكومية القائمة على شباب الكثير منهم غير مختصين بهذا المجال يعملون ليال نهارا على محاولة إنقاذ ما يمكن انقاذه وزيادة الوعي المجتمعي , مبادرات رائعة يقومون بها على أصعدة كثيرة على صعيد الأفراد مؤخرا أطلق سكان الجنوب مبادرة أهلية لحماية الحياة البرية هناك , وبدأت هذه المبادرة تنتشر شيئا فشيئا لمناطق أخرى.

الأمر امتد لتحرير العديد من الصيادين أنواع مختلفة تم اصطيادها سابقا فالمحميات الطبيعية و أمتنع آخرون عن الصيد.

الوعي في ازدياد و هذا المؤكد. الحياة الحديثة أثرت بشكل واضح على البيئة من حولنا وكأن هذا التطور يتغذى عليها لينمو التدخلات البشرية لبعض القواعد التي تسري عليها البيئة كالحيوانات وأماكن تواجدها يساهم بشكل أساسي في أحداث تغييرات فالتوازن البيولوجي.

حياتنا اليومية وتلبية احتياجاتنا على حساب البيئة أوصلنا لنتائج مؤسفة نستطيع تدارك الكثير منها ان حاولنا كمجتمع وحكومة نحتاج لإيصال هذا الوعي لشرائح أكبر ولخطوات حكومية حقيقية من أجل أن يتنفس هذا الكوكب الصعداء من أجلنا ومن أجل من هم قادمون بعدنا.

- هبة الزوي

مقالات ذات صلة