رياضة
17.06.24

بطولة أمم أوروبا: من الماضي إلى الحاضر

بطولة أمم أوروبا، أو اليورو، هي أبرز البطولات القارية في عالم كرة القدم، نخبة من المنتخبات الأوروبية تتنافس على اللقب القاري مرموق. منذ انطلاقتها الأولى في عام 1960، تطورت البطولة لتصبح حدثًا رياضيًا عالميًا يجذب ملايين المتابعين من جميع أنحاء العالم.

تاريخ البطولة
انطلقت البطولة الأولى في فرنسا عام 1960 بمشاركة أربعة منتخبات فقط، وفاز الاتحاد السوفيتي باللقب الأول بعد تغلبه على يوغوسلافيا في المباراة النهائية. على مدار العقود، شهدت البطولة توسعات عديدة في حجم المشاركات، مما زاد من عدد المباريات والإثارة.

في عام 1980، تم توسيع البطولة لتشمل ثمانية فرق في المرحلة النهائية، مما ساهم في زيادة التنافسية والإثارة ثم تم توسيع البطولة في يورو 1996 لتشمل 16 فريقًا. هذه النسخة، التي أُقيمت في إنجلترا، كانت غنية باللحظات الرائعة مثل هدف أوليفر بيرهوف الذهبي الذي منح ألمانيا اللقب لا زلت اتذكر تلك اللحظات عندما كان بيرهوف غير قادر على الجري ولكنه أكمل المباراة لانتهاء التغييرات.
في عام 2016، توسعت البطولة لتشمل 24 فريقًا، مما سمح لمزيد من الدول بالمشاركة وزاد من تنوع المنافسات. النسخة الأولى بهذا النظام أُقيمت في فرنسا وشهدت فوز البرتغال بأول لقب لها.
تعتبر البطولة هي ثاني أقوى بطولة للمنتخبات بعد كأس العالم، افضل لاعبي أوروبا الذين يتنافسون و يتزاملوا في أقوى الدوريات المحليه ولا سيما دوري الأبطال سوف يدخلون في صراع ضد بعضهم لرفع اعلام بلدانهم في النهائي.
تجذب البطولة استثمارات ضخمة من خلال حقوق البث التلفزيوني، والإعلانات، والسياحة. المدن المستضيفة تستفيد اقتصاديًا بشكل كبير من تدفق المشجعين.
كما أن البطولة تعزز الروابط الثقافية بين الدول وتتيح للجماهير التعرف على ثقافات مختلفة. المشجعون يتجمعون من جميع أنحاء العالم لمتابعة المباريات والاحتفال بكرة القدم.
هنالك ذكريات و صور تحضر في خيالي كلما ذكرت هذه البطولة بعضها شاهدته مباشرة و الأخر في بعض أشرطة الفيديو التي كان يملكها صديق قديم.
إليكم بعضًا من أفضل تلك اللحظات التي لا تُنسى:

1. هدف ماركو فان باستن (1988)
في نهائي يورو 1988، سجل الهولندي ماركو فان باستن هدفًا يعتبر من أجمل الأهداف في تاريخ البطولة. جاء الهدف بتسديدة رائعة من زاوية ضيقة ضد الاتحاد السوفيتي، مما ساهم في فوز هولندا بالبطولة بنتيجة 2-0. هذا الهدف الخرافي ظل رمزًا للبراعة الفنية والدقة.

2. المعجزة الدنماركية (1992)
في بطولة يورو 1992، حققت الدنمارك معجزة كروية غير مسبوقة. المنتخب الدنماركي لم يكن مؤهلاً في الأصل، ولكنه دُعي للمشاركة بدلاً من يوغوسلافيا التي استبعدت بسبب الحرب الأهلية. تحت قيادة المدرب ريتشارد مولر نيلسن، قدمت الدنمارك أداءً مذهلاً وفازت بالبطولة بعد التغلب على ألمانيا في النهائي بنتيجة 2-0، بأهداف من جون ينسن وكيم فيلفورت.

3. ركلة جزاء أنتونين بانينكا (1976)
في نهائي يورو 1976، شهدت المباراة بين تشيكوسلوفاكيا وألمانيا الغربية واحدة من أشهر ركلات الجزاء في تاريخ كرة القدم. أنتونين بانينكا نفذ ركلة جزاء حاسمة بطريقة غير تقليدية، حيث سدد الكرة بخفة في وسط المرمى، لتُصبح هذه الطريقة تُعرف لاحقًا باسم "بانينكا".

4. فوز اليونان بالبطولة (2004)
بطولة يورو 2004 شهدت واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ الكرة الأوروبية. المنتخب اليوناني، بقيادة المدرب الألماني أوتو ريهاجل، تبنى تكتيكًا دفاعيًا صارمًا واعتمد على الهجمات المرتدة. بعد أداء متميز طوال البطولة، تغلبت اليونان على البرتغال في النهائي بهدف وحيد سجله أنجيلوس خاريستياس، ليحققوا انتصارًا تاريخيًا غير متوقع.أتذكر حينها قول جوزيف بلاتر رئيس الفيفا السابق بأنه يخشى على كرة القدم من ما فعله اليونانيون.

5. فوز إسبانيا المتتالي (2008 و2012)
المنتخب الإسباني قدم أداءً استثنائيًا في بطولتي يورو 2008 ويورو 2012، حيث فاز بالبطولتين بشكل متتالٍ. بقيادة جيل ذهبي من اللاعبين مثل تشافي، إنييستا، وفيا، تمكنت إسبانيا من تقديم كرة قدم ساحرة تعتمد على الاستحواذ والتمريرات القصيرة، مما جعلها تسيطر على الكرة العالمية في تلك الفترة.

6. هدف أوليفر بيرهوف الذهبي (1996)
في نهائي يورو 1996، سجل الألماني أوليفر بيرهوف هدفًا ذهبيًا (في الوقت الإضافي) ليمنح ألمانيا الفوز بالبطولة ضد جمهورية التشيك. هذا الهدف كان أول هدف ذهبي في تاريخ البطولات الكبرى، حيث أنهى المباراة فور تسجيله.

بالنسبة لي يورو 2000 كان قمة كرة القدم البطولة التي أقيمت مناصفة بين بلجيكا وهولندا كانت الأروع، تألق منتخب البرتغال أمام الانجليز ، سوء حظ الهولندين امام الطليان خروج قطبي جزيرة إيبيريا على يد فرنسا كل شئ كان مذهل و في منتهى التشويق حتى أخر صافرة في البطولة، الصافرة التي أعلنت فوز الديوك على الكتناتشو الإيطالي بالهدف الذهبي عن طريق تريزيجيه الذي انتقل الى اليوفي بعد عام من الهدف .
هذه اللحظات تُجسد الروح التنافسية والإثارة التي تتميز بها بطولة أمم أوروبا. كل بطولة تجلب معها قصصاً جديدة ولاعبين يتركون بصماتهم، مما يجعل اليورو حدثًا لا يُفوَّت لعشاق كرة القدم في جميع أنحاء العالم.

مقالات ذات صلة