أصيل الدراما السورية بدأ حياته بعد تخرجه من المعهد العالي للفنون في دمشق ممثلا وثم توجه إلى الإخراج وتخصص إلى حد كبير بالمسلسلات التاريخية وكانت قمة أعماله (رباعية الأندلس) التي رأى النور فيها وصقر قريش وربيع قرطبة وملوك الطوائف، أيضاً مسلسل صلاح الدين الأيوبي- الذي ترجم لعدة لغات وعرض في قنوات مختلفة.
وبهذا وضع حاتم علي (1962-2020) أصول وأسس الدراما التاريخية العربية مما رفع من مستوى الدراما عامة ووصل إلى مستوى متقدم من الكفاءة والمهنية جعل من المستحيل على غيره تتبُّع خطواته. ما جعل عمله مميزاً هو صوت ه الأصيل الذي يمثل الجوهر الحقيقي للقصص بطريقة تحمي التاريخ الغني والتراث في السرد.
كانت أعماله عربية بحتة ولم تتأثر بالسينما الغربية ورواية القصص، ركز على منح الجمهور تجربة يتردد صداها في نفوسهم على المستوى العاطفي والثقافي والتاريخي.
أما ذروة أعماله فتمثلت بمسلسل “عمر” و“التغريبة الفلسطينية” واقترن نجاحات حاتم علي في الإخراج بالمؤلف الفلسطيني الدكتور وليد سيف.
تمتاز أعماله لسرد القضاية العربية بدقة حيث كانت اعمله أساسية في التقديم وسرد صوت العربي. أدت حساسيته لتقديم القصص التاريخية والتفاصيل في الحوار والتمثيل المرئي إلى رفع مستوى الإنتاج الإقليمي.
كما حرص على إشراك ممثلين متنوعين من مناطق مختلفة من العالم العربي في الأعمال الدرامية، مما أعطى نكهة حقيقية للوحدة والتفاهم المشترك حول تاريخنا المشترك ونضالنا.
وقبل رحيله كان يحضر لقصور المسلسل الجديد “سفر برلك” والذي يقول عنه الناقدون أنه سوف يأخد الدراما العربية إلى مكان عليّ قبل أن يسبقه الموت قبل إنهائه ليستلم الدفّة مواطنه الليث حجو.
ومع بداية شهر رمضان سنجد إنتاجاً غزيراً من مسلسلات الدراما ولكن لن تجد ما هو بمستوى أعمال العظيم حاتم علي، وهنا نفتقده ونأمل أن يكون الفقيد مثالاً ونبراساً لجيل جديد من المبدعين!