قبل أشهر بسيطة شهدت ليبيا إقامة حدث كبير سلّطت عليه الأضواء ولاقى رواجاً كبيراً خاصة بين الشباب الليبي، هذا الحدث كان بعنوان 40Under40 يسلّط الضوء على الشباب المؤثرين والفعالين في المجتمع والذي هم تحت سن 40 من نشطاء مدنيين أو إعلاميين أو متطوعين في العمل الانساني والمجتمعي أو صناع محتوى ومؤثرين في المجتمع.
يعتبر هذا الحدث من الأحداث العالمية المشهورة حيث أوّل من نظّم هذا الحدث مجلة Fortune's والذي وضعت قائمة بالشباب المؤثرين في الولايات المتحدة واستمرت هذه القائمة سنوياً وأقيم على أثرها الفعاليات والأحداث.
ومن هنا جاءت الفكرة لنقل تجربة هذا الحدث إلى ليبيا عن طريقة مجموعة من الشباب المتطوعين والفعالين في المجتمع والداعمين على مثل هذه المبادرات الايجابية، والتي جاءت بصفة رسمية عن طريقة مؤسسة تآزر وهي مؤسسة علاقات عامة توفر خدمات الدعم اللوجستي والتشبيك والاستشارات بالإضافة إلى العديد من الشركاء المحليين.
يقول السيد إسلام مخزوم – رئيس مجلس إدارة مؤسسة تآزر ورئيس اللجنة التحضرية لحدث 40Under40: "فكرة إقامة الحدث جاءت من أجل إضافة قيمة اجتماعية جديدة ويواكب التغيرات والمجريات في العالم عن طريق حدث تفاعلي يسلّط الضوء على المؤثرين الشباب على الساحة الليبية ويقدّمهم بصورة جيدة ومختلفة".
أهداف الحدث كانت متنوعة ومختلفة ولربما هذا الشيء الذي ميّزه وجعله مقبولاً عند الكثير بل وأصبح الحدث طموح لكل شاب ليبي ليصل إليه يوماً ما وذلك لأن الحدث اهتم بعدّة أهداف، يذكرها السيد اسلام فيقول: "الهدف الرئيسي للحدث خلق قيمة تنافسية في المجتمع وأن يتنافس الشباب في العمل المجتمعي والتأثير الإيجابي في مجتمعاتهم".
وعن التحدّيات التي كانت يتوجسها ويخاف منها فريق التحضير والتنسيق لهذا الحدث يقول السيد إسلام: "من خلال تجاربنا في المجتمع الليبي دائماً هناك تخوّف وتوجّس من الفعاليات العالمية وتطبيقهاً في ليبيا خاصة في الظروف التي تمرّ حالياً، الخوف يمكن في الفكرة وأهدافه والدعم والغاية من ورائها، ولكن حاولنا بنشر الفكرة وإيضاحهاً جيداً من خلال قنوات وسائل الإعلام والتواصل المختلفة لتتضح الرؤية لدى الجميع ويفهموا الغاية التي من أجلها أقيم الحدث".
جائزة 40Under40 كان لا بد لها أن تكون لها معايير في اختيار المرشحين لنيل الجائزة ولذلك وضعت فريق عمل الحدث معايير معينة على إثرها تم ترشيح المرشحين للفوز بالجائزة، يوضح لنا هذه المعايير أكثر السيد مخزوم فيقول: "المعيار الأساسي هو التأثير الايجابي، وأن تكون أعمال المرشح تستهدف المجتمع الليبي سواء كان داخل أو خارج ليبيا، وأن يكون من القيادات الشابة المؤثرة أو مؤسس لمؤسسة تنموية أو شبابية رائدة، أن تتسم أعماله بالتنمية والازدهار والتأثير الايجابي، وبالطبع أن يكون عمره تحت 40 سنة، وأن يكون خالي من أي قضايا جنائية بطبيعة الحال".
أقيم الحدث بدعم وتنظيم العديد من الشركاء والمؤسسات المحلية، والذين كانوا سبب رئيسي في نجاح هذا الحدث.
أمّا عن الخطة المستقبلية للحدث يقول السيد إسلام: "نسعى بأن يستمر هذا الحدث سنوياً ويكون كمسابقة تنافسية وتفاعلية بين الشباب الليبي كل عام أو كل عامين، ونطمح من خلال يكون بوابة للإرتقاء بالشباب في العمل المجتمعي وفي ريادة الأعمال وللعمل من أجل البناء والتنمية والتطوّر".
وبما أن حديثنا عن الشباب وعن أعمالهم كان لا بد لنا في منصّة الواو ليبيا تقديراً مناً أنّ نسلّط الضوء على صاحب فكرة الحدث والقائم على اللجنة التحضيرية وضيف لقاءنا وهو السيد اسلام مخزوم حيث يعرّف نفسه قائلاً: "أنا إسلام محمد مخزوم، مهندس نفط، ناشط مجتمعي ومدني، قائد كشفي، مهتم بريادة الأع مال، مؤسس لشركة تآزر ورئيس مجلس إدارته، ناشط في العديد من المبادرات المحلية والدولية".
الشخصيات التي تم اختيارهم لنيل الجائزة وليكونوا على قائمة الشباب 40 المؤثرين في ليبيا كانوا من الشباب الفاعليين والمؤثرين اجتماعياً باختلاف أعمالهم وهواياتهم وتنوعاتهم الثقافية والجغرافية، فالحدث شباب من مختلف ربوع ليبيا بمختلف أطيافهم وعادتهم وطبقاتهم لترسم صورة تؤكد على أن الشباب هو مصدر النماء وبناء البلاد وأنهم القوة الفعّالة المحرّكة لبناء الدولة الحديثة وأنّه يجب سماع صوت القادة الشباب والأخذ برأيهم ودعمهم.