تنويه: هذا المقال ترجمة لمادة على موقع الغارديان.
الموسيقى الكلاسيكية تجعل المتسوقين يشترون أكثر، ويمكن أن تعالج الإيقاعات اللطيفة الهادئة الأرق، ولكن كيف ذلك؟ يشرح لنا الكاتب، والملحن، ومحاضر العلوم جون باول الأمر في كتابه "لماذا نحب الموسيقى؟".
مثل العديد من محبي الموسيقى، كنت دائمًا مولع بقوة العواطف. فكيف يمكن لمزيج من الأصوات أن يجعل كل شعر ذراعك يقف، أو يجعلك تذرف الدموع؟ لطالما استمتعت بقراءة المقالات في الصحف والمجلات حول التأثيرات النفسية للموسيقى، لكن بصرف النظر عن الاستنتاج العام عن "سحر الموسيقى"، نادرًا ما قدمت أي إجابات علمية. ولكن هناك إجابات شافية عن سبب سيطرة الموسيقى علينا. منذ منتصف القرن العشرين، أجرى علماء النفس الموسيقيون مجموعة واسعة من الأبحاث الرائعة حول كيفية استجابة أدمغتنا وأجسادنا للموسيقى - ولكن تم نقل معظم هذا إلينا بلغة علمية رسمية جامدة، لذلك اعتقدت أنها ستكون فكرة جيدة لو قمت بجمع بعض الحقائق والنظريات الأكثر إثارة للاهتمام من هذا الكم الكبير من هذا البحث العلمي الضخم، وتقديمها بلغة واضحة للقارئ غير المتخصص في هذا المجال.
أثناء عملي على هذا الكتاب، قضيت أربع سنوات في جمع المعلومات، ونشرها تحت عنوان "لماذا نحب الموسيقى؟"، من خلال قراءة الكتب والأوراق المليئة بعبارات جامدة مثل "البنية الطيفية والتركيب التوافقي"، أو"سعة تدفق الهواء عبر المزمار". وقمت بترجمة التراكيب العلمية إلى اللغة المحكية، لأولئك المهتمين بالموسيقى (وحتى أولئك القلائل منا الذين لا يحبونها). على سبيل المثال، أظهرت التجارب أن الموسيقى فعالة للغاية في علاج مشكلة الأرق، وأن المتسوقين ينفقون المزيد من المال في المتاجر التي تعزف الموسيقى الكلاسيكية؛ وأن الغناء الجماعي يساعد البشر على الارتباط ببعضهم البعض، ذلك عن طريق إطلاق هرمون الأوكسيتوسين في نظامنا - وهي نفس المادة الكيميائية التي يختبرها الجسد أثناء ممارسة الجنس أو الرضاعة الطبيعية.
كانت مشكلتي الرئيسية في إعداد هذا الكتاب هي تحديد الموضوعات التي يجب عليّ استثناءها منه. فهناك الكثير من المقتطفات الشيقة التي كنت أتمنى إدراجها بالكتاب، لكنها ببساطة لا تتناسب مع أي من فصول العمل، مثل كيف يبدو أن مؤديي موسيقى الروك يغنون بصوت أعلى فقط عندما يصلون إلى ذروة أغانيهم، بينما ما يفعلونه في الواقع هو إضافة المزيد من العواطف على أصواتهم، وهو ما نولّيه اهتمامًا أكثر، وبالتالي يبدو صوتهم لنا أعلى مما هو عليه.
إن تأثير الموسيقى على كيمياء أجسامنا مدهش بشكل خاص بالنسبة لي. تحتوي أجسامنا بشكل فعال على "صيدلية داخلية" توزع مواد كيميائية مختلفة، لمساعدتنا على التعامل مع تحديات الحياة. على سبيل المثال: إذا كان يهددك الخطر في موقف ما، فستتلقى جرعة من الأدرينالين لتمنحك الطاقة، وإذا فعلت شيئًا مفيدًا لك، فستحصل على جرعة من السيروتونين، مما يشجعك على فعل ذاك الشيء نفسه مرة أخرى. كشفت الأبحاث أن الموسيقى تحمل مفاتيح صيدلية جسمك، ويمكن أن تعزز أو تمنع إطلاق هذه المواد الكيميائية.
على سبيل المثال، يمكن للم وسيقى الصاخبة والإيقاعية أن تزيد من مستويات الأدرينالين لديك، مما سيساعد على إبقائك مستيقظًا أثناء قيادة سيارتك لمسافات طويلة مملة. ولكن في حالة الأرق، يمكن أن تساعدك الموسيقى الهادئة على النوم، عن طريق تقليل كمية مادة النورادرينالين "اليقظة" في نظامك. فأثبتت التجربة أن الاستماع لنصف ساعة فقط من الموسيقى الكلاسيكية الهادئة في وقت النوم، يساعدك على خلق نمط نوم صحي. وهنا أقترح عليكم تجربة موسيقى العود (lute)، وبهذه المناسبة، تمنياتي لك بالأحلام السعيدة!
في كتاب "لماذا نحب الموسيقى؟" يقدم العالم الفيزيائي جون باول، الذي درس أيضًا التأليف الموسيقي، مجموعة من الإجابات التي تعكس بشكل أساسي خلفيته العلمية. فيقوم بنقل بعض المعلومات الموسيقية الأساسية بشكل سلس، بما في ذلك الضبط والمقاييس، وبناء الألحان، وعناصر الجرس والمفتاح الموسيقي. تتميز كتابته بكونها بسيطة وغير معقدة، وكأنها ثرثرة، ذات طابع غير رسمي، وفي بعض الأحيان فكاهية للغاية. إذا شعرت يومًا بالرهبة من الموسيقى ومصطلحاتها، والمقاييس والأوتار، فإن هذا الكتاب سيريحك. - بيتر بيسيتش، وول ستريت.