هي رحلةٌ انطلقت من مدرسة التدريب الإيطالية «الكوفيرتشانو» فكانت أفضل انطلاقة بعد سقطة عدم الذهاب إلى روسيا في كأس العالم 2018، انتهت اول الرحلات في اليورو بتتويجِ أفضل منتخبٍ في العالم حتى اللحظة وهو المنتخب البطل في أوروبا للمرة الثانية في تاريخه الذي صنعهُ مدربي إيطاليا.
روبيرتو مانشيني وفيالي، فبعد الشعور بالذنب من الأول وبعد رحلة علاجٍ من الآخر والفوز على السرطان، هاهم يصنعون المجد بأفضل طريقةٍ انتظرها الطليان اداءً ونتائج، فبعد ان قال العالم انهم لما يواجهوا كبارَ القارة، حتى اضطروا لمقارعتهم ومحاربتهم في الملعب بالأداء والفوز عليهم بطرقٍ مختلفة، لم يكن هكذا الحال فقط، بل إنهم كسروا الأرقام وحطموا الكثير من الاحصائيات التي توقفت منذُ أعوام، بل إنهم وقفوا سدًا منيعًا مواجهين الأهداف بواسطة أسطورتين اسمُهما كيليني وبونوتشي، إيطاليا الحالمة الحاملة شغفُها على أكتاف ابنائها في يورو 2020 الذي لعب في 2021، حملوا العلم والشغف فكانوا خيرَ أبطالاً يجعلون العالم في حالة ذهولٍ ممَّا رأت عيناهُم من أفعالهم أمام المنتخبات الكبيرة.
في مدرسة المجانين بالكوفيرتشانو وهي التي تسمى بدار الحكمة والمعرفة هناك في إيطاليا، هي المدرسة التي خرجت العباقرة أمثال ماوريسيو ساري وماسيمليانو اليغري وكونتي ومانشيني وايتاليانو، هي المدرسة التي يجلس فيها أمثال فيشيدي وساكي ودرايجو الذين ينشرون الحكمة والعلم في التدريب الخاص بكرة القدم، ليس هذا فقط بل إنهم يدربونهم على تحليل الاداء لا النتيجة، فالنتيجة مجرد أرقام لك ن ما يحدث في الملعب في تسعين دقيقةً هو ذاك العلم الذي نحتاجُه في أفكارنا وأهدافنا لثورات كرة القدم التي دائمًا ما يقودها مجانين حكماءً وعباقرة.
فبعد كرة ساري نابولي المبادرة التي احدثت الفارق والذهول في إيطاليا، هاهم يكشفون عن بغيهم للإنتشار في كل مكان بعقليتهم ولعبهم وافكارهم وجزئياتهم الصغيرة التي تحدث الفوارق في اللعبة، كان ساري هو بداية انطلاق الثورة في 2014 في إيطاليا، عرفت إيطاليا بأنها تمتلك كل شيء تحتاج فقط التطور الإداري والمالي، رغم انهم حتى الآن لم يتطوروا في هذه الأمور، لكنهم يريدون الثورة الإدارية التي تمكنهم من الخوض في العالم أمام الجميع وضدهم بأفكار مدربيهم، بعبقريتهم التي لن تشاهد مثلها في العالم وبتفاصيلهم الصغيرة التي يهتمون بها في جوانب اللعب ككل مفجر الثورة فيشيدي الذي أعاد الحياة لمدارس إيطاليا بكتبهم واطروحاته واطروحة من خرجهم في السنوات التي مضت، ان ترجمت اطروحات بيرلو وايطاليانو والعديد من الخريجين الجددَ ستعرف جيدًا أي عالمٍ يضع النقاط على الحروف هناك، فهو لم يكن محبًا للظهور غير أنه كان من الواجب إظهار الحقيقة للعالم من قبل الإيطاليين الذين يشكرونهُ في كل وقت يتحدثون فيهِ عن التغييرات الفكرية.
إيطاليا لم تعد دفاعيةً بنسبة كبيرة، لكنها تهتم بالدفاع مثل قبل فهم يقاتلون من أجل عدم قبول الأهداف من الخصوم، بل إنهم طوروا أفكار الاستباق والتغطية والرقابة الوقائية، حتى انهم يتحدثون عن تفاصيل افتكاك الكرة وقطعها بواسطة الوقت قبل وصولها للخصم في الثلث الخاص بهم، إيطاليا التي اظهرت لنا في هذا اليورو جورجينيو وكييزا وفيراتي وبيراردي ولوكاتيلي ودوناروما وكيليني وبونوتشي وراسبادوري وبيسينا وبيلوتي وباستوني ومدربهم ومساعديه ومحلل الاداء في منتخب إيطاليا ويوفينتوس سابقًا غالياردي، لا يمكن المساس بالأفكار هناك، لكن يمكنك تطويرها ان كنت قد وصلت إلى المعرفة التي تمكنك من التطوير والبناء ونشر أفكارك بواسطة الكوفيرتشانو مدرسة الحكمة والمجانين، أما أنا فلن انصحكم إلا بسرقة الأفكار من العالم ان لم نستطع التعلم في بلدنا ونشر أفكارنا للعالمين، اسرق أفكارهم وابذل قصار جهدك للنجاح في العمل بها، لكن لا تسرق غضبهم إلا ان استفزوك كما استفزهم الإنجليز قبيل النهائي...