مُصطلح ريادة الأعمـال والمشاريع الناشئة أصبحت ميدان تنافس جديد بين الشباب بمختلف أعمارهم، فالمشاريع الريادية فتحت الآفاق والمجال للتطوّر وصناعة التغيير والوعي وأيضاً، وتميّزت في المشاريع الريادة المشاريع النسائية التي كان لها مكان وأثر كبير على الساحة.
سنستعرض سوياً أهم المشاريع النسائية الرائدة في مدينة درنة.
شـــركــــــــــــة فــي خــدمتـــــــــك
يعتبر مشروع شركة في خدمتك من المشاريع الحديثة في مدينة درنة والتي ظهر خلال فترة زمنية سريعة، وفي ذات الوقت فرض وجوده على الساحة المحليّة في حجم الخدمات الذي يقدّمها والذي اتسعت حتى خارج مدينة درنة ضمن سعي الشركة في توسيع نطاق عملها.
شركة في خدمتك هي شركة تقدّم العديد من الخدمات بشكل سهل ومريح للزبون وبطريقة سهلة ومُيسّرة في التواصل والتعاقد، فهي تقدّم خدمات عدّة سواء في تنسيق المناسبات والأفراح بشكل كامل أو بالأعمال الخدمية كخدمات التوصيل إلى المنازل وتوفير سيارات أج رة وخدمات النظافة للمنازل أو المحلات التجارية كذلك إنهاء الإجراءات الإداراية والقانونية وخدمات الرعاية الصحية بالإضافة خدمات نقل وشحن الأغراض بين المدن والعديد من الخدمات الأخرى والتي تعمل الشركة على تحديثها دائماً.
نسرين الفريطيس هي مؤسسة وصاحبة فكرة شركة في خدمتك بالإضافة أنها ناشطة اجتماعية ومدنية ولديها العديد من المشاركات المحلية والدولية في البرامج الريادية والتنموية بالإضافة إلى أنها قائدة في الحركة الكشفية.
تخبرنا صاحبة المشروع والمدير العام لشركة في خدمتك الأستاذة نسرين الفريطيس عن كيف جاءت فكرة تأسيس المشروع فتقول: "جتني الفكرة أني نأسس مشروع يكون الأول من نوعه في مدينة درنة خاصة وفي ليبيا عامة ويقوم بخدمة جميع الفئات ويساعد في توفير فرص عمل للشباب والحدّ من البطالة".
نسرين الذي سعت ونقلت المشروع من الأوراق إلى الواقع فبدأت وخلال 5 أشهر فقط بالبدء في التجهيز لإطلاق الشركة كان نصف هذه الأشهر اجراءات مُقابلات للموظفين وإعداد كادر وفريق عمل للشركة في كل قسم ومجال.
حلم نسرين جعلها تصل بمشروعها إلى العالمية وأحبت أن تنقل تجربتها فشاركت في مسابقة رائدات الأعمال 6ِ*6 في إطار البرنامج الممول من الإتحاد الأوروبي في ليبيا والمنفذ بواسطة مؤسسة خبراء فرنسا EU4PSL لدعم القطاع الخاص وبناء قدرات الشباب وبتركيز خاص على النساء وتحصل فيها المشروع على دعم مالي لدعم استمرار المشروع وتطويره.
وتنهي نسرين كلامها بدعوة المسؤولين على تلك المشاريع بتسهيل الاجراءت على أصحاب المشاريع في الدولة الليبية وتسليط الضوء على القوانين الخاصة بهم ودعمهم.
استديـــــــــــــو فلامينقـــــــــو
يعتبر استديو "فلامينقو" من أوائل المشاريع المميزة في ريادة الأعمال في مدينة درنة بل هو أول استديو تصوير بقيادة وإدارة نسائية في مدينة درنة.
المهندسة ياسمين الفريطيس شابة درناوية تخرجت من قسم الهندسة المعمارية، ناشطة في المجتمع المدني وهاوية للتصوير الفوتوغرافي، وبعد تخرج ياسمين من الجامعة بدأت بالبحث عن فرصة عمل ولكن وبسبب البطالة والظروف الاجتماعية المفروضة لم تجد مكاناً يناسبها مما جعلها تبدأ بالتفكير لإيجاد وظيفة ما لتكون عضو فعال ومؤثر في مجتمعها ولا تركن إلى ما فرضها عليها الواقع، ومن هُنا جاءت فكرة ياسمين بتطوير هوايته وموهبته الشغوفة بها وهي "التصوير الفوتوغرافي" لتبدء فعلياً وبخطوات ثابتة بجمع فريق عمل من الشباب والفتيات الذي يبحثون عن فرصة للعمل ويعانون من البطالة ولتأسس بهم أول استديو وشركة لتصوير الحفلات والمناسبات بمدينة درنة وتحت قيادتها، وليصبح بعد فترة قصيرة علامة الجودة وفارقة في فنّ التصوير والتغطيات الإعلامية للأحداث والمناسبات المختلفة داخل المدينة بل وذاع صيتها في مختلف المدن المجاورة.
تخبرنا ياسمين أكثر عن مشروعها فتقول: "فكرة تأسيس المشروع استغرقت أسبوعين فقط بدأت فيها بتوفير المعدات اللازمة للتصوير وجمع فريق عمل وبحكم أني هاوية للتصوير ولدي من المعدات القدر الكافي فبدأت فكرتي بمعدات متطورة ساعدتني على نجاح فكرتي أكثر".
وتقول أيضاً "استمريت في حلمي وطموحي بنجاح مشروعي وشاركت به في أسبوع ريادة الأعمال في مدينة درنة وتحصلت على أفضل مشروع ريادي بالمدينة بعد افتتاح المشروع بـ 9 أشهر فقط، ثم شاركت به في مسابقة ريادة الأعمال 6*6 الممولة من الأتحاد الأوروبي في ليبيا ومؤسسة خبراء فرنسا والتي فاز فيها المشروع وتحصل فيها على جائزة ودعم مالي من بين 200 مشروع مقدّم في المسابقة على مستوى المنطقة الشرقية بليبيا.
شركة "فلامينقو" الآن يمتلك فريق محترفين من الشباب والفتيات في مجال التصوير والمونتاج وتنسيق المناسبات والحفلات وباستخدام معدات احترافية ومتطورة، مما جعله نموذج مميّز بين أقرانه في هذا المجال.
شـــركــــــــــــة الطــــــــاووس
عاش العالم بأسره في ظلّ الحجر الصحي والمنزلي والذي فرض تباعداً اجتماعيا بسبب فيروس كورونا المستجد، وحتى بعد أن رفعت بعض الدول الحجر نسبياً إلا أن إجراءات التباعد الاجتماعي استمرت من أجل السّلامة والحِماية المفروضة على كل الدول للتصدي لهذه الجائحة، ولكن ماذا عن المناسبات الاجتماعية التي دائماً ما تكون داخل قاعات خاصة؟
قيل “الحاجة أم الاختراع”، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس شركة الطاووس لتنسيق المناسبات والحفلات بمدينة درنة شرقي ليبيا، بشكل جديد وعصري مُميّز لفت الأنظار ولقي استحسان النّاس خصوصا في زمن الكورونا.
مروة هابيل مؤسسة وصاحبة فكرة الشركة، هي فتاة من مدينة درنة متحصلة على بكالريوس في الفنون الجميلة وشهادة التمكين الاقتصادي للمرأة في ليبيا برعاية LEE والاتحاد الاوروبي وأيضاً على شهادة هيكلية المشاريع الريادية الصغرى برعاية Expertise france والاتحاد الاوروبي، متدربة لدى حاضنة بناء اسطنبول منذ ابريل 2020 وحتى الوقت الحالي، متحصلة على جائزة التمويل البذري لمسابقة بناء ليبيا لدعم المشاريع الصغرى ومتحصلة أيضاً على جائزة التمويل ا لبذري لرائدات الأعمال ضمن برنامج رائدات 6×6 تعمل لدى حاضنة ومسرعة الأعمال Stream كمدرب مرافق Mentor، وتعمل مروة على أن يكون لها اسم ذائع الصيت كمدربة تنقل خبراتها للمتدربين الحديثين في مجال ريادة الأعمال.
أطلقت مروة مشروعها شركة الطاووس في يوليو 2020، واختارت له اسم الطاووس لما له القدرة على الرسوخ في ذهن وذاكرة الزبون.
تخبرنا مروة عن كيف جاءتها فكرة مشروع شركة الطاووس فتقول "جاءت فكرت مشروعي من موهبتي بفنّ الديكور والتصاميم والحاجة المُلِحة لهذا النوع من الخدمة في مدينتي درنة بشكلٍ خاصّ خصوصا في الآونة الأخيرة، حيث حوّلت الشركة المناسبات الخاصّة من المُعتاد والمتعارف عليه داخل القاعات المُخصصّة للمناسبات إلى المنازل والحدائق بتنسيق وترتيب مُعيّن، ومن هنا ولدت فكرة الشركة”.
وتقول: "أسسنا خدمة شركة الطاووس بهدف تقديم شيء مُميّز ومختلف وجديد، يتناسب إلى الحد المُرضي مع الذوق العام، وأيضاً لتقديم الخدمة المناسبة في الوقت المناسب وقد وفقنا الله في خطواتنا الأولى نحو ذلك ”، مشددة على أن فريق العمل في شركة الطاووس كله من النساء.
وتقول مروة أن فيروس كورونا وانتشاره السبب في تأسيس الشركة في الزمن والشكل التي ظهرت عليه، لكن الفكرة الأساسيّة كانت حاضرة قبل حصول الجائحة، لكن ما حصل أكد لنا أن تأسيس هذا النوع من العمل أو الخدمة سيكون في هذا التوقيت وبهذه المعايير بالذات، ونطمح للتوسع الجغرافي بشكل ملحوظ وصناعة اسم كبير للشركة على المدى القريب والبعيد.
وعن دور المرأة في المجتمع تقول مروة "المرأة كانت ولازالت تفرض مكانتها ومهامها وحضورها في مجال ريادة الأعمال، لما فيها من صفات الدقة والإنجاز والإصرار والإتقان، هذه المواصفات التي تتميّز بها المرأة بشكلٍ خاص هي من أبرز مقومات النجاح فإن توفّرت تحقق نجاح العمل”، مؤكدة أنّ المرأة تمتلك من الشجاعة والقوة، أكثر مما قد يتوقع معظم النّاس، آملةً إثبات حضورها وأخذها بالأجيل نحو غدٍ واعد ومستقبل أفضل”.
حيث حوّلت الشركة المناسبات الخاصّة من المُعتاد والمتعارف عليه داخل القاعات المُخصصّة للمناسبات إلى المنازل والحدائق بتنسيق وترتيب مُعيّن، ومن هنا ولدت فكرة الشركة”.