رياضة
10.09.24

خمسة دروس يمكن أن نتعلمها من الألعاب البارالمبية

حدد علماء النفس سمات تمكّن الرياضيين البارالمبيين من التفوق.  

  

بينما يستعد الرياضيون لبدء منافسات الألعاب البارالمبية في ريو، فإنهم لا يواجهون اختبارًا بدنيًا فقط، بل اختبارًا ذهنيًا أيضًا. لقد حدد علماء النفس الرياضيون خمس سمات ومهارات تساعد أبطال البارالمبياد على التفوق. لكن هل يمكن تعليم هذه المهارات؟ وإذا كان الأمر كذلك، هل يمكن أن تساعدنا جميعنا على الأداء بشكل أفضل حياتنا اليومية؟ 

**التحكم الذاتي** 

  

هل أبطال البارالمبياد أقل قلقًا بطبيعتهم، أم أنهم أفضل في التعامل مع توترهم؟ من المحتمل أن يكون الأمر مزيجًا من الاثنين. يمكن أن يعيق التوتر والقلق التركيز، لذا يتطلب الأمر الكثير من الهدوء النفسي لتقديم أفضل أداء عندما يكون الأمر مهمًا. 

  

هناك العديد من الاستراتيجيات لإدارة العواطف، يمكن تبني العديد منها من قبل الطلاب الذين يواجهون تحديات مرهقة في المدرسة. تحسين الحوار الداخلي – جعل المونولوجات الداخلية للطلاب أكثر إيجابية – يمكن استخدامه لتعزيز الإنتاجية، وتغيير تفكيرهم ليروا الأحداث الكبيرة كفرص بدلاً من تهديدات . 

  

تعرف هذه المهارات باسم التحكم الذاتي، ويقول الخبراء إنها يمكن أن يكون لها تأثير كبير على أداء الطلاب. تشير مؤسسة تحسين التعليم إلى أن هذه الأنواع من التدخلات هي من بين الأكثر فعالية في مساعدة الطلاب على التحسن، مما يضيف في المتوسط ثمانية أشهر من التقدم الإضافي. 

  

**الصلابة العقلية** 

  

تعني الصلابة العقلية امتلاك مستويات عالية من الدافع، والقدرة على التعامل مع النكسات، والتركيز على الأهداف. هذه المهارات حيوية للبارالمبيين – القدرة على البقاء متحمسًا وواثقًا على مدار فترة طويلة من الزمن أمر حاسم عند التدريب لمنافسة تقام كل أربع سنوات فقط. 

  

المعادل التعليمي لهذا المفهوم يعرف غالبًا باسم "المثابرة"، وهو مفهوم عرفته عالمة النفس أنجيلا دكوورث على أنه مزيج من الشغف والمثابرة لتحقيق الأهداف طويلة المدى. لن يكون له تأثير كبير بالضرورة على الدرجات – حيث أظهرت مراجعة حديثة أن المثابرة تمثل فقط 0.5٪ من الفرق في نتائج الطلاب في الامتحانات – لكن دكوورث تقول إنه يمكن أن يساعد في منع الطلاب المعرضين للتوقف عن الدراسة، والسماح لهم بالاستمرار في التحصيل العلمي. 

  

**النشاط والحيوية** 

  

تعني الحيوية امتلاك مستويات عالية من الطاقة، والجهد، والدافعية. ومع ذلك، من الصعب – إن لم يكن من المستحيل – تعليم هذه الصفة. ما يمكن للمعلمين القيام به، مع ذلك، هو بناء بيئة ومناخ تحفيزي يمكن لأولئك الذين يمتلكون حيوية عالية أن يزدهروا فيه، ومن الممكن أن يلهموا الآخرين أيضًا. 

  

يمكن للمعلمين المساعدة في تنمية الدافع الداخلي للطلاب من خلال خلق إحساس واضح بالهدف في الفصل الدراسي. في إحدى الدراسات، تم تقسيم الطلاب إلى أربع مجموعات وتم تعليمهم لغة أجنبية جديدة. كل مجموعة تلقت حوافز ودوافع مختلفة. المجموعة الأولى لم تُعطَ أي سبب لتعلم اللغة؛ المجموعة الثانية أُخبرت بأنها ستخضع لاختبار في نهاية الدورة؛ المجموعة الثالثة أُخبرت بأن هذا ما هو متوقع منهم؛ والمجموعة الرابعة أُخبرت بأن ذلك سيساعدهم في تحقيق أهدافهم المهنية المستقبلية. كانت النتائج واضحة – المجموعة الرابعة قيمت دروس اللغة الأجنبية على أنها أكثر أهمية وبذلت أكبر جهد في دراستها. 

  

خلق إحساس بالهدف لا يجب أن يكون معقدًا. يمكن للمعلمين القيام بذلك عن طريق إعلام الطلاب بكيفية مساعدتهم على القيام بعمل جيد في المهمة الحالية لتطوير مهارات مهمة، وتحسين الأداء في موادهم الأخرى، والتقدم نحو خططهم المستقبلية. 

  

**التفاؤل** 

  

تم العثور على أن البارالمبيين والأولمبيين أكثر تفاؤلاً من الشخص العادي. في علم النفس، يقاس التفاؤل من خلال كيفية إدراك الشخص لنجاحاته أو إخفاقاته. يمكن أن تكون مؤقتة أو دائمة ("كان اليوم سيئًا" مقابل "الأمور ستكون دائمًا سيئة")، ومحددة أو عامة ("أنا لست جيدًا في هذا" مقابل "أنا لست جيدًا في أي شيء"). 

  

تم دراسة التفاؤل بشكل مكثف في المدارس. وقد ارتبط بتقليل احتمالية العزوف عن التعلم وزيادة الدافعية، والتعامل بشكل أكثر فعالية مع التحولات الأكاديمية. من ناحية أخرى، يُنظر إلى النظرة التشاؤمية على أنها مؤشر قوي على مستويات عالية من العدائية والخوف لدى طلاب المدارس الثانوية. 

  

**التحكم** 

  

تواجه أدمغتنا صعوبة في التعامل مع الشك – عدم معرفة ما سيحدث غالبًا ما يؤدي إلى العصبية أو التوتر. لهذا السبب يتحدث العديد من الرياضيين عن التركيز على العمليات؛ حيث يركزون على ما يمكنهم التحكم فيه، والذي يعني عادةً استراتيجياتهم، وروتينهم، وأدائهم. 

  

يمكن للطلاب أن يتبعوا نهجًا مشابهًا من خلال تركيز جهودهم على "التحكم في ما يمكن التحكم فيه". يمكن تحقيق ذلك من خلال تطوير روتين ما قبل الامتحان أو إنشاء استراتيجيات تقلل من الارتباك والشك. من خلال التركيز على ما يحتاجون إلى فعله وعدم التفكير في العواقب المحتملة، يمكنهم بناء الثقة وتقليل الخوف من الفشل. 

 

في النهاية نتمنى التوفيق لكل طلابنا في عودتهم إلى المدراس ونسأل الله أن يوفق الجميع فيما فيه خير، ولا ننسى دائما أن التوكل على الله هو أهم عامل في النجاح.

مقالات ذات صلة