ثقافة
05.07.24

رأس جدير شريان الحياة!

تم إعادة فتح معبر رأس جدير الحدودي بين تونس وليبيا بعد إغلاقه لأكثر من ثلاث أشهر بسبب التوترات الأمنية والاشتباكات المسلحة بين الأجهزة الأمنية الليبية والكتائب المسلحة.
جاءت إعادة الفتح نتيجة اتفاق أمني بين وزيري الداخلية في ليبيا وتونس، بمشاركة رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة. الاتفاق يتضمن فتح البوابات الأربعة المشتركة، حل مشكلة تشابه الأسماء، إنشاء مراكز تسجيل إلكترونية للسيارات الليبية، ومنع أي رسوم أو غرامات غير متفق عليها.
إعادة فتح المعبر تهدف إلى استعادة الحركة التجارية وحركة المسافرين بين البلدين، حيث تسبب الإغلاق في توقف المبادلات التجارية واندلاع احتجاجات في الجانب التونسي. معبر رأس جدير يعتبر أهم معبر بري لربط غرب ليبيا بتونس، ولكنه أيضاً يمثل منفذاً للتهريب، مما يجعله محل تنافس بين الميليشيات المسلحة الليبية.

● خلفية الصراع: 
بعد سقوط نظام القذافي تشكلت مجموعات مسلحة في كل مدن ليبيا بل ومجالس عسكرية فرضت سلطتها على المنشأت والمؤسسات التي تقع في نطاق هذه المدن و الزوارة لم تكن استثناء فقد سيطرت قواتها على معبر رأس جدير لسنوات و تركت لتفعل من قبل الحكومات الهزيلة المتعاقبة حتى بداية هذا العام. 

أسباب الإقفال: 
تناقلت قنوات التلفزيون و صفحات مختلفة للتواصل الاجتماعي في مطلع العام الجاري أخبار عن صعوبة الحصول على وقود الديزل ولا سيما البنزين في مناطق غرب طرابلس و إلقاء اللوم على المهربين و على الحالة الأمنية في معبر رأس جدير لتلقي هذه التحركات الإعلامية حجرا في بئر هذه القضية الصعبة و المعقدة وسبب تعقيدها هو أن من يسيطر على المعبر قوات أمازيغية و لربما يتم تأويل الأمر في حالة محاولة السيطرة عليه لأسباب عرقية أو على الأقل سماع جملة (إشمعنا نحن ) مع غمزة خفيفة تحمل في طياتها إشارة إلى الكيل بمكيالين.  

محاولة السيطرة  
أرسلت حكومة الوحدة الوطنية في التاسع عشر من مارس الماضي قوات تتبع الداخلية أو الدفاع لا يهم لكي تستلم المعبر  بدون التنسيق مع القوات المسيطرة فعليا عليه وطبعا أنتهت هذه المغامرة بالفشل وطرد القوات(الحكومية) من المنطقة ثم انتقلنا إلى مرحلة البيانات المتبادلة تدخل فيها مايسمى بالمجلس الأعلى للامازيغ وطالب بالتنسيق معه.  

الأضرار الناجمة عن الإقفال  
لك أن تتخيل أن في العام الماضي استعمل المعبر أكثر من ثلاثة ملايين مسافر لغرض السياحة والتجارة والعلاج من الجانبين الليبي والتونسي، شاحنات نقل البضائع و حافلات نقل المسافرين كانت تنتظر لساعات لتعبر احد القطرين في إتجاه الآخر تقطعت بهم السبل هذا العام ولم يجدو حلا الا معبر وازن البعيد والغير قادر على استيعاب تلك الأرقام.  

التصعيد  
في السابع والعشرين من يونيو الجاري نشبت معارك بين قوات تابعة لمدينة زوارة مع كتيبة تسمى بال55 وأجبرتها على التراجع من حدود زوارة الإدارية كما سمتها هذه القوات بينما تركت كتيبة 444 تستلم المعبر والسبب كان إنها كتيبة لا تتبع لمدينة معينة أو قبيلة! 
في ليبيا جرت العادة أن ملعب المنطقة هو ملعبك ولا يحق لأحد أن يستعلمه الا بإذن، بل الأمر يذهب لأبعد من ذلك للمصارف و المؤسسات والشركات فيحق لأهل المنطقة بها ما لايحق لغيرهم و ساعدت حالة الشتات و التقوقع التي سادت بعد الثورة على تثبيت هذا الوضع حتى اصبح من المسلمات المنطقية.  

الآن نستطيع أن نقول أنها خطوة إلى الأمام، الدولة تستعيد معبر مهم ويكاد أن يكون الأهم الذي مر من خلاله العام الماضي أكثر من ثلاثة ملايين مسافر من الجانبين الأمر الذي يجعلك تتمنى المزيد، مطار أو ربما ميناء أو مصفاة آن لها أن ترجع إلى سلطة الحكومة. 
أعلم أن الأمر صعب ولكن نحن هكذا أبناء آدم طماعون ونريد المزيد.  

مقالات ذات صلة