ضمن السلسلة التي أطلقتها منذ فترة على منصّة الواو ليبيا والتي أحاول من خلالها تسليط الضوء على نماذج ليبيّة فعّالة من الشباب والشخصيات الذين كان لهم دور فعّال ومبادرات مُميزة يجب أن تذكر ويُهتم بها.
وهذا نحن اليوم مع حكاية جديدة وقصّة مُلهمة ومُحفّزة مع الشاب والمُهندس الليبي / توفيق الجالي والذي سيحدّثنا في هذا الحوار اللطيف عن مشروعه.
يعرّفنا المهُندس توفيق بنفسه فيقول: "في البداية أعرفكم بنفسي أنا المهندس توفيق ارحيم الجالي من مواليد مدينة طرابلس، أبلغ من العمر 27 عاماً، متحصّل على بكالوريوس في قسم الهندسة الميكانيكية والصناعيّة عام 2019 بتقدير عام جيّد ومهتم بمجال التصميم والتحكم والبايوميكانيك والروبوتات."
يحدّثنا السيّد توفيق عن فكرة مشروعه وهو روبوت قابل للارتداء، يحدّثنا عنه من ناحية الفكرة فيقول: "هناك العديد من الأشخاص الذين يتعرضون إلى حوادث مختلفة، بعضها أثناء قيادة السيارة أو أثناء العمل في المصانع أو نتيجة رصاص عشوائي...الخ، بعض هذه الحوادث يتسبب في إصابة الظهر وإصابة تتسبب في قطع الحبل الشوكي في العمود الفقري مما يتسبب في الشلل النصفي الذي يمنع من الحركة من جديد. أوقد تكون الإصابة نتيجة ارتفاع ضغط الدم، مما يتسبب إتلاف في خلايا الدماغ الذي ينتج عنه شلل نصفي.
ومن هذا المنطلق أتت فكرة استعمال الروبوت القابل للارتداء (Wearable Robot) لمساعدة الأشخاص المصابين بالشلل، حيث يشكل الجهاز ثورة في عالم التكنولوجيا على الصعيد التقني والإنساني، حيث يساعد الأشخاص المصابين بالشلل النصفي على استعادة الحركة من جديد، ويعيد للشخص المصاب القدرة على التحكم في أقدامه والتنقل من مكان إلى آخر ، كما أن الروبوت القابل للارتداءهو جهاز قابل للارتداء، يستخدم لتعزيز حركة الإنسان و/أو قدرته البدنية.
ومن أنواعه:
• جهاز إعادة التأهيل للمشي
• جهاز مساعدة الحركة البشرية
• جهاز زيادة قوة الإنسان
وأمــّا عن بداية مشروعه فيقول المُهندس توفيق: "بداية، هذا المشروع كان جزء من م تطلبات نيل درجة البكالوريوس من قسم الهندسة الميكانيكية والصناعية بجامعة طرابلس، م. توفيق ارحيم الجالي، وتحت إشراف الدكتور النفاتي منصور، تم دراسة وتحليل حركة الجزء السفلي لجسم الإنسان، وذلك لمساعدتنا في تصميم روبوتات الهياكل الخارجية.وتم اشتقاق معادلات الحركة باستخدام طريقة أويلر-لاغرانج. وتم الحصول على المعادلة الحركية واستخدام برنامج MATLAB. كذلك تمت دراسة حركة الإنسان أثناء المشي باستخدام برنامج Kinovea، وحساس IMU (وحدات القياس بالقصور الذاتي). وتم تصميم نموذج قريب لجسم الإنسان باستخدام برنامج SolidWorks ودراسة تأثير حركة اليد على القصور الذاتي لجسم الانسان أثناء المشي."
الآن تم تصميم النموذج الأولي للروبوت، ومن المهام التي يقوم بها: القدرة على الوقوف والجلوس والسير على سطح مستوي، ويمكن التحكم به عن طريق جهاز التحكم عن بعد Remote control. ويتراوح وزنه من 25kgإلى 30kg ويشتغل بالبطارية.
يحدثّنا السيّد توفيق عن كيف جاءته الفكرة من عمل هذا المشروع وما الدافع وراءه فيخبرنا: " كان الدافع وراء المشروع هو دافع إنساني، هذا الدافع استلهمه من وجوب إحداث تغيير في المجتمع، كما أنه استلهمه أيضاً من أحد دكاترة الجامعة بقوله أنّه من الضروري أن يعطي الإنسان زكاة علمه، فمن هنا بدأ بالبحث عن مشروع تخّرج يكون ذات جدوى يستفيد بها المجتمع ولا يُركن إلى الرفّ كغيره من المشاريع بل ويستفيد منه ويستمر في تطويره لمساعدة أفراد المجتمع الذي يعانون من هذه المشاكل وأيضاً ليوفّر له مصدر دخل جيّد."
وعن المشاريع القادمة للمشروع يقول السيّد توفيق: "نحن الآن انتقلنا إلى العمل كفريق في المشروع وانتقلت من العمل الفردي إلى العمل كفريق حيث يعمل مع مهندس مختصّ في مجال الحاسوب وأيضاً مهندسة كهربائيّة بالإضافة إلى الدكتور المشرّف عليه، وحالياً اطلقنا النموذج الأوّل هو جهاز روبوت يتم التحكّم به عن طريق جهاز التحكم (Remote Control) ونعمل الآن وقبل نهاية هذا العام أن يتم تطوير الجهاز ليتم التحكم فيه عن طريق الدماغ البشري، وهذه الفكرة يتم الإستعداد والبحث لها من الآن للمشاركة فيها خلال مؤتمر علمي في شهر نوفمبر القادم ليكون نقلة كبيرة لنا وللمشروع."
وعن الأنشطة والمشاركات التي شارك بها المشروع يقول المهندس توفيق: "المشروع شاركنا به بورقة بحثية في المؤتمر الدولي المغاربي الأول لعلوم وتقنيات التحكم وهندسة الحاسوب (1202)، كما شاركنا أيضاً في معرض المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتحصّل على درع إلهام للتميز كأفضل مشروع تخرج وكانت المشاركة بمشروع wearable Robot (2020) وأيضاً تمت المشاركة في ملتقي ليبيا الدولي لتكنولوجيا المعلومات جناح الشباب المخترعين وكانت المشاركة بمشروع wearable Robot (2020)."
كما نشير أن المشروع يُشارك أيضاً خلال هذه الفترة في برنامج رأس موضوع والذي تنتجه منصّة الواو ليبيا وهو برنامج مرئي لروّاد الأعمال والمشاريع في ليبيا الذين يتسابقون عن طريق عرض مشاريعهم على لجنة تحكيم من خبراء ومختصّين ليتم الفوز بجائزة ماليّة تساعدهم على تطوير مشروعهم أكثر.
ونختم لقاءنا هذا بالطموحات المستقبليّة للمهندس التوفيق والفريق القائم على هذا المشروع فيقول: "نطمح بأن يكون مشروعنا ذات فائدة مجتمعيّة ويساهم بشكل كبير في مساعدة النّاس والمحتاجين له، كما نسعى بأن يكون منتج ليبي صنع بأيدي وعقول ليبيّة ونراه في المحافل والمعارض والأسواق الدوليّة."