في كُل مجال وفي كُل سوق عمل تتنوّع مستويات جودة الخدمة، خاصّة في المجالات الإبداعية، فتلقى على سبيل المثال مستويات المصمّمين تختلف بشكل كبير وواضح، والشي هذا يبان في نتيجة أعمالهم بعد النشر، وهذا التنوّع جدًا طبيعي يحدث نتيجة لاختلاف الظروف والعوامل وسنوات الخبرة والأدوات المستخدمة والتزام الشخص المبدع بمسؤولياته أثناء العمل على كل مشروع جديد.. وهذه النظرية تنطبق حتى على كُتّاب المحتوى وصُناّعه، فكُل خطوة عمل يديرها صانع المحتوى حتأثر بشكل ما في جودة محتواه وأي تقصير في خطوات العمل يؤثر سلبًا على النتائج.
ككاتب أو صانع مُحتوى، أنت ملزم إنّك تتبع خطوات معيّنة لغرض يكون المحتوى المقدّم من قِبلك فعّال ومؤثر، وهذا الأمر الي يصنع الفروقات بين الصّانع الجيّد والصّانع الممتاز، فالصانع الجيّد مُمكن يكون عنده أسلوب كتابي سلس ومُرتب، لكن الصانع الممتاز يرتّب أفكاره ويجهز خططه قبل البدء في كتابة أي نص، إضافة إلى أسلوبه الكتابي السلس والمُرتب، وهذا الخليط هو الّي يصنع المحتوى الناجح.
كيف تحافظ على جودة أعمالك:
- جمع المعلومات:
ما قبل تكتب أي عمل، اجمع معلومات عليه وافهم طبيعة الشغل بالتفصيل، تجنّب إنّك تكتب أو تتكلم عن شي ماتعرفاش كويّس، اسئل الزبون أكثر، تعرّف على المؤسسة وتفاصيل خدماتها، اعرف رؤية ورسالة المؤسسة واشتغل على هذه القيم والمبادئ، لمّا تكون ملتزم بتجميع المعلومات في كل مشروع، حتكون أفكارك أكثر توسّع ومش حتواجه صعوبة في تحديد أسلوب كتابتك والمصطلحات الّي مفروض تختارها لتمثيل المؤسسة.
- فهم العميـــــــــل:
تواصلك المباشر والمستمر مع الزبون يساعدك تفهم تطلّعاته أكثر، وبالتالي حتقدر تتعامل معاه بسلاسة أكثر، لأنّك حتكون فاهم تفكيره وين يصب، وبناءً على هذا حتبدأ عندك القدرة إنّك تقنعه بشغلك، وهذا أهم شيء في عملية صنع المحتوى، لأنّها تعتمد أساسًا على رغبة الزبـــون ومهارات الصانع في توظيف الأفكار والرؤى وإظهارها بطريقته الخاصّة، هذه الخلطة السحريّة هي الّي تكون نتائجها مؤثرة وناجحة.
- التنظيم:
تنظيم خطواتك، ملفاتك، معلوماتك، وكُل ما يخص عملك هو أوّل خطوة لك إلى الإمتياز في صناعة المحتوى، العشوائيّة في العمل هي أوّل مُفسد لعملية إنتاج محتوى فعّال، وهذا الأمر يتم تجنّبه بترتيب الأفكار وتنظيمها بشكل يسهّل الرجوع ليها، بدون تنظيم حتواجه صعوبة في إنّك تفهم أهدافك، وحتصعّب عليك عملية كتابة المحتوى، لأن لما تكون قدّام الكيبورد وتبّي تكتب نص حتقول في نفسك.. شن نبّي نوصّل للناس من خلال النص هذا وشن حيكون الهدف منه؟ في النقطة هادي حترجع للخطوات والملفات الّي مرتبها ومجهزها لنفسك، وحتلقى الإجابة قدّامك ومنها حتقدر تكتب النص.
- الخلفيّة التسويقيّة
الكاتب دائمًا ملزم بأن يكون ليه خلفية تسويقيّة ليكون محتواه فعّال وممتاز، خاصّة لو كان الكاتب مهتم بالمجال الدعائي وكتابة الإعلانات، هني حيحتاج إنّه يتعلّم أساسيات ويدمج نفسه في المجال ويحاول إنّه يغوص فيه ويكتشف أسراره عن طريق الكُتب والفيديوهات والمقالات ومُتابعة أهم الشخصيات في هذا المجال. هذه الخلفية التسويقيّة حتساهم بشكل كبير في زيادة جودة الأعمال، لأنك حتكون مطّلع على تاريخ المجال وآخر مستجدّاته، وحتعرف الأساليب التسويقية الحديثة وحتقدر تكون صانع محتوى ممتاز وتقدّم في خدمات بجودة عالية على خلاف غيرك من الصنّاع الّي مش مهتمّين بتطوير مهاراتهم التسويقية.
- الرسائل الواضحة والفعّالة:
الصانع والكاتب الممتاز عادة يكون ليهم أهداف ورسائل واضحة في محتواهم، أسلوب كتابتهم دائمًا ما يكون موضوعي ودبلوماسي ويميل إلى المنطق، وهذا الشّي يرسم رسائل فعّالة جدًا في المحتوى خاصّة لما يتعلّق الأمر بالمحتوى التفاعلي والمؤثّر والّي هدفه انّه يؤثر على عاطفة المتابعين بهدف يتفاعلوا معاه، خلّي أسلوب يتسّم بالوضوح والشفافية والمنطق، هذا الأسلوب هو المُفضل عند المتابعين.
- التدريب المستمر:
درّب نفسك بشكل مستمر على صناعة الأفكار وتحويلها إلى نصوص فعّالة ومؤثرة، التدريب المستمر يساعدك على تفعيل وتنش يط عقلك بهدف يتعوّد على عملية صناعة الأفكار وربطها ببعض، جرّب تتحدّى نفسك لمدة 30 يوم واكتب مُحتوى مختلف ومتنوع ودوّن أفكارك الجديدة، هذه النقطة لو استمرّت بشكل دوري حتأثر بشكل كبير على أفكــارك وأسلوب كتابتك، وحتلاحظ التغيير بنفسك وحتحس بالتأثيــر في جودة أعمالك.
كُل ما ذكر أعلاه هي نقاط مهمّة للتأثير على جودة محتواك إيجابًا، ولهذه الممارسات دور كبير جدًا في التطوير من جودة أعمالك إلى مستويات عالية في مجال صناعة المحتوى وكتابته، والشّي الّي لازم تتأكد منه إن رغبتك في تحسين قدراتك ومهاراتك هي الّي حتشجعك تلتزم بكل هذه الممارسات، وإنّك كصانع محتوى لازم تبدأ بنفسك بهدف يكون ليك بصمة في التطوير من هذا المجال من ناحية الجودة، لأن ببساطة "المحتوى الجيّد" أصبح اعتيادي، والانتقال من المستوى من الإعتيادي إلى المستوى الممتاز أصبح إلزامي، وفي النهاية...الجودة دائمًا تتفوّق.