ثقافة
13.07.24

الحرب في السودان

السوداني، هو في العادة شخص خفيف الظل يهوى التحدث ويحب الحياة لا يطمع في الكثير ويحب الاعتماد على نفسه، هذه هي الصورة التي رسمتها عبر سنوات من التعرف على السودانيين فمنهم من كان جارا وصديقا وزميل دراسة بل أني أضفت أسم زميلي أمين السوداني في باب إهداء مشروع تخرجي لما قدمه من مجهود في تحضير الملخصات وشرح المسائل المعقدة بطريقة سودانية كوميدية مخلوطة بفطنة اولاد قصر حمد المنطقة التي نشأ فيها.

كانت كثيرا ما تأخذنا حكايات عن السودان و كيف هي الأوضاع هناك، ثقافتها و ومشاكلها و حجمها الكبير حينها عندما كانت واحدة.

تُعَدّ السودان واحدة من أكبر الدول الإفريقية من حيث المساحة والتنوع الثقافي والعرقي، ومع ذلك، لم يَخْلُ تاريخها الحديث من الصراعات والنزاعات المسلحة. واحدة من أكثر النزاعات دموية في الآونة الأخيرة هي الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي". هذا النزاع الذي اندلع منذ فترة ليس ببعيد له جذور تاريخية وسياسية معقدة ويؤثر بشكل كبير على الوضع الأمني والإنساني في البلاد.

خلفية تاريخية 

تشكلت قوات الدعم السريع في البداية كمليشيا شبه عسكرية لمواجهة التمرد في دارفور خلال أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. تحت قيادة حميدتي، نمت هذه القوات بسرعة واكتسبت نفوذاً كبيراً. في عام 2013، أصبحت قوات الدعم السريع جزءاً رسمياً من القوات المسلحة السودانية، لكنها احتفظت ببنية قيادة مستقلة ونفوذ متزايد، قصة تبدو مألوفة بشكل لديك؟ 

أسباب النزاع 

تعود جذور الصراع الحالي بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى عدة عوامل: 

التنافس على السلطة: بعد الإطاحة بعمر البشير في أبريل 2019، برزت فجوة في السلطة في السودان. رغم تشكيل حكومة انتقالية، بقي التوتر بين القوى المختلفة داخل الحكومة، بما في ذلك الجيش وقوات الدعم السريع. 

الاختلافات الأيديولوجية والسياسية: الجيش السوداني يُعَدّ تقليدياً قوة نظامية ذات توجهات وطنية، في حين أن قوات الدعم السريع غالباً ما تُتهم بأنها قوة مرتزقة تخدم مصالح ضيقة وتستند إلى الولاءات القبلية. 

الصراع على الموارد الاقتصادية: السودان غني بالموارد الطبيعية مثل الذهب، وكلا الطرفين يسعى للسيطرة على هذه الموارد لتعزيز نفوذه المالي والعسكري. 

تداعيات النزاع 

أدى النزاع إلى عواقب إنسانية وخيمة. فقد نزح مئات الآلاف من الأشخاص، وتعرضت العديد من المدن والقرى للدمار. الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان، بما في ذلك القتل العشوائي والاعتقالات التعسفية، أصبحت شائعة. كما أن الاقتصاد السوداني، الذي كان يعاني بالفعل من أزمة حادة، زاد سوءًا نتيجة هذا النزاع. 

الجهود الدولية والمحلية لحل النزاع 

حاولت العديد من المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، التوسط بين الأطراف المتنازعة، لكن حتى الآن لم تنجح هذه الجهود في تحقيق سلام دائم. على الصعيد المحلي، تحاول بعض القوى السياسية والمجتمعية الدفع نحو حل سلمي، لكن الانقسامات العميقة تجعل من الصعب تحقيق تقدم ملموس. 

التدخلات الدولية خاصة من دول الجوار تزيد من قساوة المشهد و محاولة دعم طرف ضد طرف للحصول على مكاسب سياسية واضحة للعيان فقد استغلت تلك الدول إنشغال العالم في الصراع الاوكراني الروسي و الحرب على عزة في التدخل في الحرب السودانية ودعمها بالسلاح والعتاد. 

الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع ليست مجرد نزاع عسكري، بل هي انعكاس لتعقيدات سياسية واجتماعية واقتصادية تعاني منها البلاد. الحل يتطلب تضافر جهود محلية ودولية وإرادة سياسية حقيقية من جميع الأطراف المعنية. حتى يتم تحقيق ذلك، سيظل الشعب السوداني هو الضحية الأكبر لهذا النزاع المدمر . 

ملاحظة آمين السوداني يعمل الآن في احد المحلات المتوسطة لبيع الملابس الرسمية، مكان غريب لمبرمج مجتهد متخرج بدرجة أمتياز.

مقالات ذات صلة